أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فناني المفضل

نجد الكثير من شبابنا يتأثرون بفنان أو فنانة ويصل التشبه إلى درجة تقمص شخصية ذلك الفنان.

 

عندي صديقة مولعة بنانسي عجرم تسعى إلى تقليدها في كل شيء, بحركاتها أو طريقة حديثها الذي تفتعل فيه النعومة عدا عن اتباعها نفس أسلوب لبسها وتسريحات شعرها‏

وهذا حال الكثير من الشباب والفتيات, فمنهم من يحاول تقليد فنان مشهور ليلفت نظر الفتيات إليه, وربما جزء من هذا طبيعي متعلق بمرحلة الشباب وجزء آخر يتأثر بالتلفزيون وما يقدمه الذي بات من أفراد العائلة, نجلس أمامه أكثر مما نتحدث مع بعضنا وفي استطلاع لعدد من الشباب لاحظت أن عدداً كبيراً منهم هم من محبي فنانينا السوريين وأكثر ما يجذبهم بفنانينا هو الطموح والنجاح ورغبة هؤلاء الشباب بتحقيق النجاح وهذا شيء ايجابي.‏

الفنانة سلاف فواخرجي تقول:‏

شرف لي أن أكون شخصية مؤثرة في الناس وخاصة الشباب ولذلك يجب أن أكون على قدر هذه المسؤولية, فمن خلال عملي أحرص على أن أقدم أشياء تحترم عقل المتلقي لأن التلفزيون له تأثير كبير كونه يدخل إلى كل منزل ويؤثر بالأسرة ككل.‏

فكما أشعر بالمسؤولية تجاه ابني وأسعى لتقديم أشياء محترمة استطيع أن أشاهدها وأناقشها معه أشعر بنفس المسؤولية تجاه الناس الذين يتابعون أعمالي.‏

أما على الجانب الشخصي أحرص دائماً على القيام بأعمال خيرية والمشاركة بنشاطات إنسانية لتشجيع الشباب على المساهمة بمثل هذه الأشياء المهمة.‏

فسبق لي أن قدمت إعلاناً تلفزيونياً لحث الشباب على ملء أوقات فراغهم بالقراءة, فالفنان هو أخلاق وواجبي كشخصية عامة أن استقبل الناس بمحبة وأقدم ما يهمهم ويحترم عقولهم.‏

الفنان بسام كوسا يقول:‏

إن الفنان يجب أن يكون دقيقاً في التعامل مع هذه المهنة فهو تحت المجهر وقدوة للأجيال القادمة وبالتالي يكون لديه إحساس أكبر بالمسؤولية.‏

فهناك الكثير من الأشياء الإنسانية المهمة يمكن أن يقدمها الفنان لفئات اجتماعية ذات وضع خاص, فأنا ساهمت من خلال تكريمي في لوس انجلوس والذي يذهب ريعه إلى الأطفال فاقدي السمع لزرع حلزون يمكن الأطفال من استعادة حاسة السمع, فأنا أكون حاضراً للقيام بأي نشاط إنساني اجتماعي يمكن أن يعود بالفائدة على الناس ويحقق شيئاً ايجابياً عند الشباب.‏

ما ذكرناه سابقاً كان الجانب الايجابي الذي يمكن أن يسهم الفنان بتحقيقه, ولكن أيضاً هناك الكثير من المراهقين الذين تصل محبتهم لفنان معين إلى درجة هيستيرية تقلق أهاليهم وهذا ما علمته عن إحدى الفتيات والتي قامت بالسفر إلى بلد عربي خصيصاً لكي تحاول معرفة عنوان الفنان الذي تحبه, فهي واحدة من الكثيرات التي تصيبهن حالات الهوس والاغماءات في بعض الحفلات الفنية.‏

فما الذي يدفع المراهق إلى التمسك بشخصية معروفة إلى حد الهوس? وهذا ما أجابنا عنه الدكتور جلال الدين شربا اختصاصي في علم النفس حيث قال:‏

فشبابنا وأطفالنا أمامهم برامج تنتج أبطالاً ونجوماً يحصدون الشهرة والمال والإعجاب ويخلقون حولهم هالة كبيرة تجعل أي مشاهد يتمنى أن ينال ما أصابوه من نجاح وحظ وكل ذلك مصور يعرض على الأطفال والناشئة حتى تتكون لديهم قناعة أن هذا الطريق هو الأفضل والأقصر والأنجح, فبالنسبة لديهم ما فائدة التعب والدراسة وماجدوى أن يسمعون من أهلهم النصائح ليل نهار? وهنا ينشأ افتراق كبير بين ما نعلمه لأطفالنا و شبابنا من علم ومعرفة وفضائل ومايدخل إلى عقولهم بشكل مبرمج وجميل وسهل وهنا ينشأ صراع نفسي ويأخذ شكلان:‏

- شكل داخلي من نفس الشاب أو فتاة بين مايراه ويتمنى أن يكون وبين واقعه وما هو قادر على تحقيقه.‏

- أما الشكل الثاني من الصراع فهو بين الشخص وعائلته ومجتمعه فهذا الطفل أو الشاب يخضع لمعايير عائلية واجتماعية تفرض عليه الواجبات والتزامات وهو يحاول أن يخرج عنها بشكل كلي أو جزئي ويفقد بالتالي الدعم الاجتماعي الذي يوفر له التوازن.‏

ومن هنا كان التأكيد على الدور الذي تتحمله الأسرة والمدرسة وكل مراكز التأثير لإيضاح وشرح كل ما نراه أمامنا وإعطاء التفسير الصحيح لأطفالنا وشبابنا وتجنب الوقوع في مطب العداء المطلق لهم ولما يرونه أمامهم لأن ذلك سيكون له تأثير سلبي عليهم, وإن المنع والإغلاق سيكون بدون جدوى فما نمنعه في المنزل سيرونه في المدرسة والشارع وأن نحاول تكوين مثال رديف ومنافس لما يعرض أمامهم شارحين بالأمثلة الحية الطرق المختلفة للحياة ومحاسنها.‏

هزار عبود
(84)    هل أعجبتك المقالة (83)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي