أعلن حسن نصر الله الأمين عام لحزب الله اللبناني، الخميس، أن الحزب فكك وسيفكك كل مواقعه العسكرية من الجهة اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا، مؤكدا أن هذه المنطقة باتت "الآن مسؤولية الدولة"، حيث لا داعي لوجود الحزب هناك.
وقال نصر الله في كلمة متلفزة بمناسبة مرور عام على مقتل القيادي "مصطفى بدر الدين" في سوريا، إن "التطور الإيجابي عند الحدود الشرقية بين لبنان وسوريا، والتي أصبحت آمنة بدرجة كبيرة، ونحن في المقاومة دخلنا إلى تلك الجبال، وقضى مجاهدونا فيها ليالي وأياما صعبة قتلوا وقدموا الشهداء".
وأضاف: "الآن على الحدود لم يعد هناك أي داع لتواجدنا. فككنا وسنفكك بقية مواقعنا العسكرية على الحدود من الجهة اللبنانية لأن مهمتنا أُنجزت".
وتابع: "من اليوم المسؤولية تقع على الدولة، نحن لسنا بديلا عن الدولة اللبنانية وعن الجيش اللبناني والأمور في السلسلة الشرقية (للبنان) متروكة من اليوم للدولة".
ولفت إلى أنه "عندما وقعت المواجهات في السلسلة الشرقية (مع عناصر تدعم المعارضة السورية في العام 2014)، اضطر أهل "الطفيل" لمغادرتها، واليوم.
مع انتفاء السبب تواصلنا مع أهالي "الطفيل"، وقلنا لهم إنهم يستطيعون العودة إلى بلدتهم".
وأضاف: "إذا كان أحد يعتبر أن تواجدنا العسكري في تلك المنطقة عائق أمام عودتهم أبلغناهم أن مهمتنا انتهت وأنه يمكنهم العودة".
وفي يونيو/حزيران 2014، تعرضت بلدة الطفيل لعدة جولات من القصف الصاروخي وغارات شنها طيران النظام السوري أدت إلى تدمير عدد من المنازل وإصابة العشرات.
وفي الشهر ذاته سيطر حزب الله على البلدة؛ حيث حولها إلى منطقة عسكرية بعد زعمه أنها تقدم الدعم لعناصر المعارضة السورية.
وتحدّ الطفيل، التي يقطنها شيعة ومسيحيون، ولكن الأغلبية الساحقة من المواطنين السنة، بلدات سورية من ثلاث جهات؛ إذ تقع بلدة "حوش عرب" إلى شرقها
و"عسال الورد" إلى شمالها، فيما تحدّها سهول "رنكوس" جنوباً. أما من الناحية اللبنانية، فجارتها الأقرب هي بلدة حام، ولا يربطها بها سوى طريق ترابي.
نصر الله نفي، في كلمته أيضاً، "اتهام بعض القوى السياسية وبعض المنابر السياسية والإعلامية حزب الله بأنه يريد أن يقوم بتغيير ديمغرافي في (بلدات) بعلبك والهرمل (شرقي لبنان)".
واعتبر أن الحديث عن قيام الحزب بتغيير ديموغرافي في تلك المنطقة "كلام كذب وافتراء وجزء من التحريض".
وعن محادثات أستانة حول سوريا، قال نصر الله، إن "أي فرصة لحقن الدماء في سوريا ووقف إطلاق النار في سوريا هي فرصة إيجابية يجب الاستفادة منها،
وهذا لا يتنافى مع الهدف الذي ذهبنا من أجله إلى سوريا".
وخلال اجتماعات "أستانة 4" التي اختتمت، الخميس الماضي، اتفقت تركيا وروسيا وإيران (بصفتها دول ضامنة) على إقامة ما أسمته بـ"مناطق تخفيف التوتر" في سوريا، والتي ستكون خالية من الاشتباكات، وعلى حدودها يتم تشكيل المناطق المؤمنة التي تتولى إدارتها وحدات تابعة للدول الضامنة.
كذلك نفى أمين عام حزب الله ما يثار بشأن وجود خلاف بين حلفاء نظام الأسد.
وقال: "حلفاء سوريا في سوريا في هذه المرحلة سياسياً وعسكرياً وأمنياً وميدانياً أكثر تفاهماً من أي وقت مضى".
وعن الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى السعودية في 21 مايو/أيار الجاري، قال نصر الله: "سيأتي ترامب، إلى السعوديّة قريباً من أجل الكلام عن سوريا واليمن والعراق ولبنان".
وأضاف: "هم (الذين سيجتمعون مع ترامب بالسعودية) لن يتكلموا عن القدس والأقصى. هناك من يعول على هذه القمم ولنرى ما يمكن أن ينتج عنها".
وتابع: "من (يقصد الأمريكان) يذهبون إلى هناك (السعودية) يقومون بذلك من أجل أن يروا إذا كان هناك من نفط أو غاز أو مال باق من أجل سرقته ونهبه".
ويزور ترامب العاصمة السعودية الرياض في 21 مايو/أيار الجاري؛ حيث يلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وقادة الدول الخليجية والإسلامية في 3 قمم منفصلة.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية