أثارت قصة تعليق أحد أهالي قرية "أطمة" الحدودية مع تركيا في ريف إدلب، لأحد الصبية، وضربه لآخرين، إثر محاولتهم سرقة منزله، عددا من ردود الأفعال الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت أقرّ فيه صاحب الدار بتعليقه للطفل المراهق، ليجعل منه عبرة ويردعه عن السرقة كما يقول.
وفيما تناقل عدد من الناشطين روايات متعددة، تفيد إحداها، بقيام ثلاثة صبية بسرقة 10 كيلو غرام من القمح من منزل صاحب الدار؛ بسبب العوز التي تعاني منه أسرتهم.
ونفى صاحب الدار "أ.ع" خلال حديثه لـ"زمان الوصل" تلك الرواية، مشيراً إلى أحد الصبية ويدعى "ز.أ.ج"، وهو نازح من حلب، الدخول إلى إحدى شقق البناء العائلي، وسرقته، حيث تم اكتشافهم عبر كاميرات المراقبة في البناء، ظناً منه بوجود ذهب في تلك الشقة.
وبحسب صاحب الدار، فإنّ الصبي الذي تم إلقاء القبض عليه، اعترف على عدد من الصبية الحرامية، الذين شاركوا معه في عملية سرقة المنزل الأخيرة، إضافة إلى اعترافهم بسرقات وأفعال أخرى في قرية "أطمة"، بينها "سحب سكين على رجل مسن في القرية، وسرقة موبايله".
ورغم الانتقادات التي طالت تصرف صاحب الدار، إزاء طريقة تعامله مع الأطفال، الذين حاولوا سرقة منزله، من ضرب، وربط وتعليق بالحبال لأحدهم، إلا أنّ الأخير اعتبر تصرفه عملية رد لا أكثر وليست اعتداء، بسبب عدم وجود جهة حقيقة ضابطة للأمن في القرية، منوهاً بتسليم الصبية إلى جهة فصائلية لاستكمال التحقيق معهم.
وأثارت الحادثة عددا من ردود الأفعال المستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، لطريقة التعامل مع الأطفال من قبل صاحب الدار، فبعضهم استنكر فعلة صاحب الدار، بالقول: "كانوا يصيروا رجال على الحرامية الكبار، مو على هلأطفال"، فيما قال آخر: "لم يسرقوا، لولا لم يكونوا بحاجة".
من جهتهم، قال عدد من الأهالي في قرية "أطمة" خلال حديثهم لـ"زمان الوصل" إنّ حوادث السرقة، وعددا من القضايا التي لا يمكن الحديث عنها عبر وسائل الإعلام، تغزو المجتمع الطفولي لأطفال المخيمات، دون أن يكون هناك وسائل ضبط عائلية أو مجتمعية قادرة على تقويم انحرافهم.
ورغم استنكار الأهالي لأسلوب التعامل مع الأطفال، من قبل صاحب الدار، إلا أنهم في الوقت ذاته، أشاروا إلى عدم تحرك الجهات الفصائلية في البلدة بعد أي حادثة مشابهة، ما يضطر الأهالي للتعامل مع حالتهم الخاصة كلا على حدة.
ونوّه الأهالي، بقيام عدد من الشبان في القرية لتشكيل لجان لحفظ الأمن، ومنع انتشار السرقة، التي بدّت ظاهرة في القرية الحدودية، إلا أنّ الفصائل رفضت الفكرة، وهددت باعتقال من يقف وراءها.
إدلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية