نقل الناشط "محمود عفارة" المهتم بشؤون اللاجئين لـ"زمان الوصل" عن أحد السوريين العالقين على الحدود الجزائرية -المغربية أن غذاءهم اليومي هو بيضة واحدة ورغيف خبز فقط، ولا تصلهم هذه المساعدات إلا من سكان مدينة "الفكيك" المغربية وبصعوبة جداً لكونهم محاصرين من قبل السلطات المغربية.
وتعيش عشرات العائلات السورية ظروفاً إنسانية بالغة السوء منذ شهر في منطقة صحراوية مفتوحة لا تتجاوز مساحتها 100م2 بمدينة أخذت للمفارقة اسم "بشار" على الحدود الجزائرية -المغربية، مفترشين الأرض وملتحفين السماء دون طعام إلا النزر اليسير مما يجود به أهالي مدينة قريبة منهم.
وبحسب ناشطين حقوقيين، فإن العالقين مقسمون إلى مجموعتين المجموعة الأولى تضم 41 شخصاً غالبيتهم من الأطفال والنساء والمجموعة الأخرى تضم 15 شخصاً غالبيتهم أيضا من النساء والأطفال ولا يوجد معهم إلا شاب واحد.
"عفارة" أكد أن إحدى النساء الحوامل وضعت مولودها في الصحراء دون توفير العناية الطبية لها أمام أعين السلطتين الجزائرية والمغربية، وولدت طفلتها التي أُطلق عليها اسم "زوزفانة" التي اتضح أن لديها تشوهات خلقية وبحاجة ماسة لدخول المستشفى، مشيراً إلى أن "وضعها بين الحياة والموت".
وذكر أن أفعى لدغت طفلة تُدعى "بلقيس"، ولا زالت بعد أيام من إصابتها دون رعاية أو علاج، لافتا إلى أن "اللاجئين العالقين ليسوا مهاجرين بل لديهم أسر في المغرب ووجهتهم كانت المغرب وليس أوروبا".
وأظهر مقطع فيديو حصلت عليه "زمان الوصل" من المصدر العديد من الخيام البدائية التي ًبنيت بواسطة أغصان أشجار وثياب العالقين وبدا العديد من النسوة وهن يجلسن أمام الخيام دون أن تظهر وجوههن، فيما يُسمع صوت أحد العالقين وهو يؤكد أن الشريط صوّر بتاريخ 2 / 4/ 2017، مشيراً إلى أن عدد اللاجئين الموجودين في المكان يبلغ 41 شخصاً، وناشد المعلق ملك المغرب محمد السادس أن يرأف بحال العالقين وحال نسائهم وأطفالهم وينظر إليهم بعين الرحمة والرأفة وينقذهم من هذه المحنة.
وزوّد عفارة "زمان الوصل" بأسماء المجموعة الأولى من اللاجئين وهم "محمد غيث السبع وزوجته"، و"هلا موسى باشا" وطفلاهما "إحسان وريان"، و"حسام تركي البيضا" وزوجته "أسمهان البيضا" وأطفالهما "نور وآية وفاطمة" و"شاهر سعدو تللو" وزوجته "أسماء سرجاوي" وأطفالهما إسراء وشيماء وآية، و"محمد الحسين" وزوجته "خالدية العلي" الحامل في شهرها الثامن و"ياسمين الأحمد" ورضيعتها جنى الأسعد و"عمار ابراهيم" وزوجته "فاطمة ابراهيم" وأبناؤه عبد الكريم وكامل وكاميليا و"خليل المحمد" وزوجته "فاطمة الحسين" وطفلاهما فيروز وغالب و"بسام رعد" وزوجته منال الزيات وابناؤهما محمد وحلا وعبد الهادي وبلقيس و"رامي سكاف" وزوجته "نسرين عرموش".
وثمة أشخاص بمفردهم دون عائلات وهم "أيمن محمد الحاج" و"شمسي محمود الحمود" و"محمد أحمد أمين" و"يحيى أحمد حمزة" وامرأتان بمفردهما وهما "ليالي قاسم العلي" و"ميادة علي محمد".
وكان الوزير المنتدب عن خارجية المغرب "عبد الكريم بنعتيق" قد صرّح أن المغرب لا تستطيع استقبال اللاجئين السوريين العالقين في الصحراء لأن المغرب لديه قانون صارم مع الهجرة غير الشرعية.
واتهمت السلطات المغربية في (22/نيسان/أبريل) الجزائر بترحيل مجموعة من اللاجئين السوريين بينهم نساء وأطفال "في وضع بالغ الهشاشة"، باتجاه حدود المغرب بغرض "زرع الاضطراب على مستوى الحدود المغربية الجزائرية والتسبب في موجة هجرة مكثفة وخارج السيطرة نحو المغرب".
وأكد بنعتيق أن المغرب لديه سياسة هجرة خاصة به وأنه لا يقبل دروسا أوضغوطا من أي أحد، في إشارة إلى منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي وجهت لكل من المغرب والجزائر خطابا بضرورة توفير الحماية للاجئين السوريين العالقين بين البلدين.
وبدورها نفت وزارة الخارجية الجزائرية هذا "الادعاء"، قائلة إنها ادعاءات "لا ترمي سوى للإساءة للجزائر"، ولكنها لم تقدم بعد رواية أخرى للأحداث.
وما بين التصريح والتنديد والنفي لا يزال عشرات اللاجئين السوريين يعيشون في ظل التجاذبات السياسية وضعاً غير إنساني على حدود المغرب دون بارقة أمل بإنقاذهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية