أحدثت قيادة شرطة محافظة طرطوس مخفرا خاصا لمكافحة مخالفات الآداب العامة في بداية هذا الشهر، جاء ذلك بعد أن تفاقم انتشار ظواهر لا أخلاقية علنية في معظم الشوارع، وأثار إحداث المخفر ردود فعل متناقضة بين أهالي طرطوس من مختلف الأعمار والفئات.
*مخفر مسلح
اختارت قيادة شرطة طرطوس موقعا استراتيجيا على الكورنيش البحري من جهة البحر في مدينة طرطوس، وأنشأت فيه مخفرا لمكافحة الظواهر الأخلاقية السلبية التي تفاقمت في المدينة، وأصبحت مصدر إزعاج لأهالي المدينة الأصليين الذين يعتبرون من المعارضين لنظام الأسد.
ووزعت قيادة الشرطة عدة أرقام هواتف على المواطنين للاتصال بها عند ملاحظة أي مخالفة تستوجب التدخل السريع من المخفر.
كما نقلت مجموعة من عناصر الشرطة بقيادة ضابط برتبة ملازم أول إلى المخفر، كما ندبت الأفرع الأمنية عناصر إليه، وزود المخفر بدراجات نارية للتحرك السريع وبنادق آلية ومسدسات وبسيارة بيك آب دفع رباعي.
*ظواهر لا أخلاقية علنية
وقد نقل "مصطفى البانياسي" لـ"زمان الوصل" صورة عن الأوضاع المزعجة والظواهر السلبية المنتشرة في كافة انحاء طرطوس، "كانتشار حالات السكر العلني، وتعاطي المخدرات، وقيادة الدرجات النارية والسيارات بشكل مزعج، وحالات كثيرة من التشبيح والاعتداء على الحريات العامة من قبل الشبيحة وعناصر "الدفاع الوطني" المسلحين وبعض المدنيين المتعاملين مع الأفرع الأمنية.
وأضاف "البانياسي" لـ"زمان الوصل" تفاقمت ظواهر التشليح بالقوة، واعتراض الفتيات في الشوارع، وانتشار بيوت الدعارة والخلوات في الطرقات العامة والسيارات وعلى الكورنيش وفي الحدائق العامة والصخور البحرية وخصوصا على المكاسر البحرية.
التقى "البانياسي" مع "صف ضابط" في قيادة شرطة المحافظة حيث أخبره "تلقينا شكاوى كثيرة من سكان منطقة الكورنيش وهم من سكان طرطوس الأصليين، يطالبون فيها بقمع ظاهرة الفلتان الأخلاقي في المنطقة، كما وردت إلينا تقارير كثيرة تتضمن بلاغات عن ممارسات بعيدة عن الاخلاق في عدد من الحدائق وعلى المكاسر البحرية".
وأضاف الشرطي "قررت قيادة الشرطة إحداث مخفر من أجل ذلك واختارت له موقعا على الكورنيش في أكثر المناطق التي تحدث فيه هذه الممارسات لضبط الوضع وقمع الانتهاكات الأخرى المنتشرة بكثرة على الكورنيش".
وتابع الشرطي "يوم أمس (الأحد) تسببت سيارة بحادث كبير على الكورنيش كان داخلها فتاتان بحالة سكر شديد وقبضنا عليهما".
*الأمن وراء الفساد
أثار إنشاء المخفر ردود فعل متناقضة في الشارع، حيث اعتبر قسم "أن هذا الأمر هو اعتداء على الحرية الشخصية، وعودة إلى الوراء بتطبيق العلمانية، واعتبروا أن التدخل بمثل هذه الأمور يؤكد رجعية الدولة".
وكتبت "ريما العلي" على صفحتها الشخصية "لم يعد لدينا شباب لنتزوج ومن تحظى بفرصة مع شاب لساعات تعتبر نفسها محظوظة، فلماذا تتدخل الشرطة بحريتنا فنحن نعيش في سوريا الأسد".
بينما اعتبر قسم آخر أن هذا فعل إيجابي كما نقل "البانياسي" عن المواطن "خالد .م" الذي قال له "كان على الدولة أن تتدخل لقمع هذه الظواهر منذ زمن بعيد، فنحن نخشى على أبنائنا من التحرك وخصوصا ليلا، مع انتشار الشبيحة على الكورنيش وحفلاتهم الماجنة وانتشار السكارى مع خليلاتهم، ونحن أهالي طرطوس الأصليين نستنكر هذه الظواهر الدخيلة علينا والتي يمارسونها في مناطقنا بشكل مقصود، لأنهم يعلمون أننا شعب محافظ ويعتبروننا معارضين لنظام الأسد، ويريدون التضييق علينا للهجرة خارج البلد أو النزوح".
وأضاف خالد "أمن النظام وشبيحته الذين ينتشرون في المنطقة هم الذين يخلون بالأمن والأخلاق في ومعظمهم من أبناء القرى الموالية والمنتمين للدفاع الوطني".
بينما اعتبر "أبو محمد" من سكان حي الكورنيش "إحداث مخفر لا يكفي ونحتاج إلى سرية كاملة لأن المناظر بين الصخور وفي الشوارع لا تطاق ليلا أو نهارا".
واعتبر "أبو محمد" في تصريح لـ "زمان الوصل" المخفر هو زر للرماد بالعيون وحاميها حراميها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية