وجد اللاجئون السوريون الذين توجهوا من الأردن إلى جمهورية "التشيك" أنفسهم أمام أوضاع معيشية سيئة وغاية في الصعوبة ولا تشبه أي ظروف في البلدان الأخرى التي اختارها أقرانهم اللاجئون برعاية المفوضية العليا للاجئين.
"غسان السلامات" الذي فقد منذ سنوات ثلاثا من بناته وأصيبت بقية عائلته بعاهات مستديمة جرّاء صاروخ أطلقه طيران النظام على ملجأ كان يؤويهم في درعا وجد نفسه في حالة ضياع وألم من جديد ورمى به الحظ في "التشيك"، حيث لا اهتمام ولا طبابة ولا أي مساعدات تٌقدم عادة للاجئين كما يقول.
ويضيف لـ"زمان الوصل" بأنه مهدد بالطرد خارج المنزل من قبل بلدية "براغ" لعدم قدرته على تسديد الأجرة نصف السنوية والبالغ 2500 دولار رغم أنه -كما يقول- يعاني من مرض "بهجت خلوصي" الشبيه بمرض الروماتيزم الحاد وزوجته وابنته تعانيان من عاهة مستدامة.
وأردف "السلامات" أنه حاول الحصول على تقارير طبية حول مرضه وحالة ابنته مبتورة اليد من الكتف وزوجته مبتورة القدم من الأطباء التشيك من أجل تقديمها إلى مكتب العمل لمنحهم راتباً تقاعدياً، ولكن المفوضية –كما يقول- رفضت طلبه دون إبداء الأسباب.
وروى غسان القادم من مدينة "الحراك" بريف درعا قصة لجوئه إلى "التشيك" فأول مقابلة كانت له في مقر المفوضية بالعاصمة الأردنية عمان كانت بتاريخ 12/ 6/ 2014، وتم تحديد بلد اللجوء لهم منذ المقابلة الأولى.
وأردف محدثنا أنه كان يجهل طبيعة هذا البلد وأين يقع وكيف يستقبل اللاجئين، ولكن موظفي المفوضية -كما يقول– أوهموه أن الطب متطور هناك وبإمكانه علاج زوجته وابنته، وأنه إن لم يسافر إلى هذا البلد فإنهم سيغلقون ملفه ويمنعونه من السفر إلى أي بلد آخر مما أضطره -كما يقول- للرضوخ والقبول بالتوطين لعلاج زوجته وابنته.
وبعد مقابلات عدة تم تسفير العائلة التي لم تكن تتوقع ما ينتظرها في بلد اللجوء الجديد.
وأردف محدثنا: "لدى وصولنا إلى مطار براغ بتاريخ 16/ 12/ 2015 أُخذونا إلى مخيم يبعد عن العاصمة التشيكية 3 ساعات، يشبه سجنا كبيرا".
وتابع السلامات: "بقينا في المخيم 24 يوماً دون أدنى اهتمام أو رعاية في ظروف غاية في الصعوبة حيث كنا العرب الوحيدين فيه، وكان من الصعوبة التفاهم مع الجو المحيط لعدم وجود مترجم، ومما زاد الأمر سوءاً وتعقيداً برودة الجو التي لم تألفها الأسرة، حيث كان الثلج يرتفع لنصف متر أو أكثر، مما تسبب في مرض طفلي الذي لم يكن قد تجاوز الشهر من عمره".
بعد هذه الفترة العصيبة تم إخراج العائلة اللاجئة إلى أحد فنادق براغ حيث بقوا فيه حوالي ستة أشهر قبل أن ينتقلوا إلى شقة غير مؤثثة على حسابهم الشخصي.
وأكد محدثنا ان موظفين من المفوضية العليا للاجئين زاروه في منزله ورأوا وضع أسرته المأساوي فتعهدوا بالمساعدة على ترحيلهم إلى بلد ثان وتقديم ملفهم إلى وزارة الداخلية، ولكنهم لم يلبثوا أن اتصلوا به بعد فترة ليقولوا له بأن الطلب قد رُفض وأن عليه البقاء في "التشيك" أو توكيل محام لمتابعة قضيته.
وكشف السلامات أن ابنته تعرضت للضرب في المدرسة لأنها مسلمة ترتدي الحجاب وكذلك زوجته التي تعرضت لإهانات عدة في الشارع لذات السبب، مضيفاً أن "التشيك" بلد لا ترحب باللاجئين.
وحمّل محدثنا الأمم المتحدة ومفوضية اللاجئين بشكل خاص مسؤولية قذفه إلى هذا البلد دون تبصيره بطبيعة الحياة فيه، معرباً عن أمنيته بالعودة إلى الأردن حيث كان يعيش.
وأضاف السلامات أن حالته تزداد سوءاً ويخشى أن يحصل له مكروه ويترك أسرته الصغيرة أمام مصير مجهول، حيث لا أقارب أو أصدقاء أو معارف لهم.
وأعلنت "التشيك" عدم ترحيبها باللاجئين القادمين إليها أو العابرين بها، وصرّح وزير داخليتها "ميلان خوفانيتس" منذ أيام أن بلاده استقبلت 12 لاجئاً وترفض استقبال بقية الحصة التي حددها لها الاتحاد الأوروبي والبالغة 1600 لاجئ رغم العقوبات الأوروبية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية