كشف معاون مدير صحة إدلب التابعة للحكومة السورية المؤقتة "مصطفى العيدو"، أن قصف طيران النظام والروسي حرم الخدمات الطبية لأكثر من نصف مليون شخص في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشّمالي، إثر استهداف النظام المتكرر للمشافي، والمراكز الطبية في تلك المناطق وخروج عدد منها عن الخدمة، سواءً، كلياً، أو جزئيا.
وقال "العيدو" لـ"زمان الوصل" إنّ القصف المتكرر على المشافي خلال الشّهر الماضي، أودى بحياة طبيب في مشفى "اللطامنة" رفقة 8 مرضى، بينهم 3 بمشفى "الجامعة" في قرية "الدير الشرقي"، و5 في مشفى "عابدين" في الريف الجنوبي من إدلب.
وفي سياق المشافي الخارجة عن الخدمة، في ريفي إدلب، وحماة، أعلن "العيدو" عن خروج 5 مشافٍ في الريفين عن الخدمة بشكل كامل، وهي: "اللطامنة، كفر زيتا، عابدين في ريف حماة، والجامعة في الدير الشرقي، الرحمة في خان شيخون في ريف إدلب".
فيما توقفت عدد من المشافي عن العمل بشكل جزئي، بحسب العيدو، وهي: "الوطني في معرة النعمان، كفرتخاريم، النسائية في كفر تخاريم، شنان، وسيم حسينو، إضافة إلى المستوصف الصحي في حيش".
وأشار معاون مدير الصحة إلى أنّ ريفي حماة الشمالي، وإدلب الجنوبي، شبه خالية من الخدمات الطبية، نتيجة الاستهداف، أو الخوف من الاستهداف الجوي، ما يدفع المرضى في تلك المناطق إلى الذهاب إلى المشافي الحدودية، ما يقلل فرص نجاح العمليات الإسعافية للمصابين، أو المرضى فيها، بحسب العيدو.
وتُصنّف منظمة الصحة العالمية سوريا، على أنها من أخطر مناطق العمل الطبي في العالم، نتيجة عدم مراعاة النظام وحليفه الروسي، لأي معايير إنسانية أو أخلاقية أثناء تنفيذهم الغارات الجوية.
بدوره كشف ممرض يعمل في مشفى تابع لمنظمة دولية على الحدود السورية- التركية بريف إدلب الشمالي لـ"زمان الوصل" عن زيادة أعداد المرضى المراجعين للمشفى بعد حملة الاستهداف العنيفة من قبل النظام للمنشآت الطبية، مشيراً إلى أنّ أعداد المراجعين كبيرة للغاية، ما يُصّعب من مهمة عمل الكوادر الطبية في تلك المشافي، في ظل ضعف الإمكانية، وضيق الأمكنة.
بينما قال مدير مشفى حدودي، فضّل عدم نشر اسمه، لـ"زمان الوصل" إنّ الحالات التي تراجع المشفى، تأتي متأزمة للغاية؛ نتيجة طول المسافة، وتعرضها للعوامل الجوية، وخاصة الإصابات العظمية والعصبية.
وقضى الآلاف من العاملين في المجال الطبي في سوريا بينهم نحو 200 في محافظة إدلب لوحدها، منذ إعلان الأسد الحرب على شعبه، وقصفه للمناطق الخارجة عن سيطرته بآلاف البراميل المتفجّرة، والصواريخ الفراغية.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية