أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ضمن "الصفقة الخبيثة".. خروج الدفعة الأولى من مجرمي سجن السويداء للقتال إلى جانب قوات الأسد

اعتاد نظام الأسد تجنيد أصحاب السوابق وأرباب الجريمة في صفوف قواته وميليشياته - أرشيف

علمت "زمان الوصل" أن 31 سجينا من أصحاب السوابق خرجوا اليوم الاثنين من سجن السويداء للقتال إلى جانب قوات الأسد ضمن صفقة يعقدها النظام مع المساجين من المجرمين الجنائيين تتلخص بقبولهم القتال معه مقابل إطلاق سراحهم. 

وقال مصدر مطلع إن المجموعة التي خرجت تعد الدفعة الأولى من أصل نحو 400 قد يلتحقوا بهم فيما بعد، مشيرا إلى أن المطلق سراحهم توجهوا نحو منطقة "الدريج" في ريف دمشق لإجراء دورة عسكرية لمدة 15 يوما تمهيدا لنقلهم جوا إلى مطار "القامشلي" ومنه إلى الالتحاق بقوات "الحرس الجمهوري" في دير الزور التي تعتبر من أسخن جبهات القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

وأضاف أن مسؤولين أمنيين وضباطا كرروا زيارتهم يوم الاثنين إلى سجن السويداء بعد تسجيلهم الأسماء في المرة السابقة، وأكدوا للمجرمين المزمع إطلاق سراحهم إخراجهم من السجن للقتال جاء بناء على عفو من بشار الأسد شخصيا، وأن من واجبهم الامتنان له وقتال "العصابات المسلحة" إلى جانب قوات النظام.

ونشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مؤخرا تقريرا وصفت فيه صفقة النظام مع المساجين للقتال إلى جانبه بأنها "خبيثة"، وذكرت أن قائد شرطة النظام في محافظة السويداء اللواء "فاروق عمران" عرض على المعتقلين والسجناء في سجن السويداء المركزي أن ينضموا إلى صفوف جيش النظام، أو الميليشيات المحلية أو حتى تحت قيادة الميليشيات الأجنبية، الإيرانية والعراقية بشكل رئيس، ذلك في خطوة أولى لاتخاذ إجراءات لاحقة بهدف الإفراج عن الأسماء المنتقاة من قبل قيادة السجن.

وذكر المصدر، الذي اطلع على تفاصيل زيارة قائد شرطة السويداء رفقة ضباط من تشكيل "الحرس الجمهوري"، أنهم عرضوا على نحو 400 مجرم الخروج من السجن والالتحاق في صفوف قوات النظام وميليشياته في دير الزور التي يترأس قيادتها العميد "عصام زهر الدين" أحد أركان الحرس الجمهوري في جيش النظام.

المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، كشف أن المساجين محكومون بعد إدانتهم بجرائم قتل وسرقة وسلب بالعنف وإتجار وتعاطي المخدرات، إضافة إلى بعض عناصر ميليشيا "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية" ممن زج بهم داخل السجن لارتكابهم لجرائم مختلفة كبيع السلاح والخطف والقتل وتشكيل العصابات. 

عرض قائد شرطة النظام و"الحرس الجمهوري"، حسب المصدر، لاقى قبولا سريعا لدى المجرمين الذين ينحدر أغلبهم من مناطق موالية ومن عائلات مشهورة في قرى الساحل، وبعضهم مضى على سجنه 15 عاما بعد إدانته بجرائم القتل والسلب.

وأشار إلى أن بينهم عناصر من إدارة الجمارك الذين يقضون فترة عقوبتهم في سجن السويداء منذ مدة طويلة فيما يعرف في سوريا بقضية "حسن مخلوف" مدير إدارة الجمارك السابق. 

مصدر آخر أبان لـ"زمان الوصل" أن بعض المساجين قبل التجنيد ليس حبا في القتال و"التشبيح"، على حد تعبيره، وإنما لأنه رأى في التجنيد ضمن صفوف قوات النظام طريقا له للخلاص من السجن، لاستغلال حالة الفوضى التي تشهدها جبهات القتال والهروب منها، وهو ما تمكن منه أحدهم، وفق المصدر، حيث هرب من دير الزور إلى تركيا، بينما لم يحالف الحظ الكثير من زملائه وقتل الكثير منهم في الخطوط الأمامية لقوات النظام خلال معاركه مع التنظيم مؤخرا.

وقال المصدر إن النظام بعد نجاحه في تجنيد المجرمين من نزلاء سجونه المدنية، يحاول استدراج بعض الفئات من المعتقلين السياسيين، وممن يطلق عليهم محليا داخل السجون بـ"مساجين الشغب"، وخصوصا ممن اعتقلهم مؤخرا على الحواجز بعد خروجهم من مدينة حلب التي سلمت لقوات النظام بموجب اتفاق رعته روسيا بينه وبين المعارضة، أو بعض المعتقلين السياسيين الذين لا يوجد بحقهم أي ادعاء شخصي إلى جانب الدعوى العامة بحقهم.

ونفى المصدر لـ"زمان الوصل" أن يكون من بين هؤلاء السجناء المجندين أي معتقل سياسي من المحكومين بأحكام من المحكمة الميدانية العسكرية أو محكمة الإرهاب التي أحدثها وأحال اليها آلاف السوريين.

وعزا تقرير الشبكة السورية تجنيد النظام لهؤلاء المجرمين إلى النَّقص الهائل في الخزان البشري الذي يُعاني منه النظام وحلفاؤه، خاصة أنه رفع سنَّ طلب الاحتياط للعودة والخدمة في صفوف جيشه إلى 40، وهذا، حسب التقرير "ما دَفع معظم من يتم طلبه مُجدداً للتجنيد إلى الاختباء أو مغادرة سوريا في نمطٍ جديد من أشكال التشريد القسري".

واعتاد نظام الأسد تجنيد أصحاب السوابق وأرباب الجريمة في صفوف قواته وميليشياته، منذ انطلاق الثورة السورية لمواجهة المتظاهرين، قبل أن يجبر المتظاهرين ويجرهم إلى حمل السلاح.

وسبق أن قام العميد "نبيل الغجري" مدير إدارة السجون والمكلف بإدارة سجن "عدرا" بريف دمشق وضباط من الحرس الجمهوري بتجنيد نحو 700 منهم على عدة دفعات وسوقهم إلى جبهات القتال وخصوصا إلى دير الزور التي تشهد صراعا بين قوات النظام والتنظيم.

زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (130)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي