قوافل عسكرية أمريكية في القامشلي، وأخرى روسية في عفرين.. تعددت الرايات واتحد الهدف لحماية الكيان الذي يسهر على قيامه وتجميع أوصاله زعيم "حزب الاتحاد الديمقراطي" صالح مسلم في الشمال السوري، بمحاذاة الحدود التركية.
فقد ترجمت واشنطن وموسكو رعايتهما لصالح مسلم ومليشياته وهياكله "الفيدرالية"، عبر إرسال مزيد من التعزيزات وبوقت متزامن إلى كل من القامشلي وعفرين، حيث سيتولى كل طرف منهما حماية الجيب الذي أنشاه "مسلم"، ومنع أي هجمات محتملة قد تستهدفه آنيا أو لاحقا، سواء عبر فصائل المقاومة السورية، أو عبر الجيش التركي نفسه، كما حصل مؤخرا في سلسلة الغارات التركية التي ضربت مقار وتحصينات لمليشيات "وحدات الحماية" في الحسكة أسفرت عن مصرع وجرح العشرات من مرتزقة "مسلم".

الدعم الأمريكي الروسي لمليشيات "الاتحاد الديمقراطي" لم يكن يوما موضع جدل، لكن التحرك الأخير ظهر منسقا ومتزامنا أكثر من أي وقت مضى، ويبدو أنه يحمل رسالة شديدة الوضوح لأنقرة مفادها: أعلامنا (الروس والأمريكان) ترفرف هنا، وأي قصف للجيوب التي شكلها "مسلم" ويحاول التوسع بها، إنما هو قصف لواشنطن وموسكو.
ويكشف التحرك الأخير أن واشنطن وموسكو عازمة على حماية كيان "مسلم" وتسويره بسياج شائك مزدوج صنع في دوائر قرار الولايات المتحدة والاتحاد الروسي.. هذان البلدان اللذان ادعيا ولوقت طويل أن خططهما وأهدافهما متعارضة في سوريا!
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية