نفى الناطق باسم هيئة أركان "جيش الإسلام" في الغوطة "حمزة بيرقدار" وجود أوامر من قيادة الجيش، بإطلاق النار على المتظاهرين، مؤكداً على معاقبة العناصر المتسببة بإطلاق النار.
وشدد في تصريح لـ"زمان الوصل" على عزم قواته "إنهاء وجود هيئة تحرير الشام في الغوطة".
وتداول نشطاء معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً ومقاطع فيديو، تُظهر قيام عناصر من "جيش الإسلام"، بإطلاق النار على متظاهرين سلميين في مدينة "عربين"، خرجوا للمطالبة بوقف الاقتتال بين الفصائل.
ورغم تأكيد القيادي في "جيش الإسلام" عدم وجود أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، إلا أنّه تعهد بتقديم كافة أنواع الخدمات الطبية للمصابين، في تظاهرات "عربين"، مشيراً إلى إحالة المتسببين في إطلاق النار من عناصر الجيش إلى القضاء، ليناولوا جزاءهم.
وفي سياق الاقتتال الحاصل في الغوطة، لفت "بيرقدار" إلى أنّ جيشه، عازم على استئصال "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) من الغوطة الشرقية، كما تم استئصال تنظيم "الدولة" سابقاً، كونهما، بحسب القيادي في الجيش، "خرجا من رحم واحد"، لافتاً إلى كشف الجيش لمخططات الأخيرة، بتكرار سيناريو حلب قبل سقوطها على الغوطة، وهو ما لم يسمح به الجيش، وفق "بيراقدار".
ودلل القيادي على كلامه، من خلال تزويد "زمان الوصل" بصورة قال إنه تم العثور عليها في مقرات "النصرة"، وتشير إلى مخططات الأخيرة في الإيقاع بالجيش من خلال نصب عدة كمائن قرب مقراته.
وتتزامن الاشباكات الجانبية بين فصائل المقاومة في الغوطة مع هجمات عنيفة يشنها نظام الأسد وميليشياته الحليفة على حي "القابون".
وفي رده على سؤال "زمان الوصل" حول الخشية من امتداد صراع الغوطة، إلى الشّمال السوري، قال "بيرقدار": "كل التوقعات مأخوذة بعين الاعتبار".
وفيما يتعلّق بالعلاقة بين الجيش، و"فيلق الرحمن"، شدّد القيادي في الجيش على أنّ حرب قواته هي فقط على "تحرير الشام"، لكن "الفيلق" يرفض الوقوف على الحياد، وهو ما لم يُعلّق عليه أيضاً مدير العلاقات العامة في "فيلق الرحمن".
من ناحيته قال مدير العلاقات الإعلامية في "هيئة تحرير الشام" "عماد الدين مجاهد" إنّ قواته في الغوطة أخذت زمام المبادرة، واستعادت السيطرة على "حزة، جسرين بشكل كامل، وأجزاء من المحمدية"، مشيراً إلى أنّ الاشتباكات لاتزال مستمرة في "عربين" و"الأشعري" و"الأفتريس".
واتهم "مجاهد" في تصريح لـ"زمان الوصل" بعض الكتائب التابعة لـ"حركة أحرار الشام" بالتواطؤ مع "جيش الإسلام" في الهجوم على الهيئة، من خلال تنفيذ الأخير لهجماته ضدهم من مقرات تابعة للأحرار، مشيراً إلى أنّ بعض الفصائل التابعة للحركة وقفت على الحياد، كاشفاً عن مقتل 100 عنصر من الهيئة، والفصائل التي يحاربها "جيش الإسلام"، في الاشتباكات الأخيرة بالغوطة.
وكشف "عماد" عن ثبات الجبهات التي ترابط عليها الهيئة في "القابون"، و"برزة"، و"جوبر"، دون وجود أي مشاركة لـ"جيش الإسلام" فيها، رغم كونه الفصيل الأكبر في الغوطة.
وبحسب القيادي في "هيئة تحرير الشام" فإنّ "جيش الإسلام" هو من بدأ القتال، وأجهز على الأسرى واعتقل النساء دون مراعاة أن الهيئة تحمل على عاتقها الكثير من جبهات الغوطة، متهماً، الجيش، بعدم الالتزام بتعاليم الإسلام الحنيف ولا حتى بالأخلاق الإنسانية الحميدة.
وأشار "مجاهد" إلى أنّ ما وصفه بـ"اعتداء جيش الإسلام"، لم يقتصر على الهيئة، بل امتد ليشمل "فيلق الرحمن"، والمدنيين، والمارة، من خلال عمليات "قنص" واستهداف بالدبابات والرشاشات الثقيلة للأبنية في منطقة "الأفتريس"، كاشفاً عن إمهال الأخير لعوائل المجاهدين في منطقة "الأشعري" التي استولى عليها الجيش مؤخراً، مدة 24 ساعة لإخلاء المنازل والخروج من المدينة.
كما نفى القيادي في "هيئة تحرير الشام"، الحجة التي ادعاها "جيش الإسلام" للبدء في القتال، بالقول: "لم نستهدف أي رتل لفصيل جيش الإسلام و ما نشر عار عن الصحة، وقد ثبت كذبهم في ذلك عبر شهادات الفعاليات وأهالي بلدات الغوطة الشرقية ولم يشهد لهم رجل واحد من رجال الغوطة".
وقتل في الاشتباكات الدائرة بين "جيش الإسلام" من جهة، وفصائل من الغوطة في مقدمتها "هيئة تحرير الشام"، منذ الخميس الماضي، نحو 120 شخصاً، ما بين مدني وعسكري، وسط تبادل للاتهامات عن هوية المتسبب، في ظل بيانات إدانة من قبل عدد من الفصائل في الغوطة لـ"جيش الإسلام"، واتهامه بالاعتداء على الهيئة، ولعل من أبرز الفصائل التي دانت الجيش: "أحرار الشام، جيش الأمة، فيلق الرحمن".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية