أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ... نضال نعيسة

رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود


إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود المعظـّم، خادم الحرمين الشريفين:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا نخفيكم، جلالة الملك المعظـّم، كم كانت غبطة الكثيرين كبيرة، وفرحهم عظيماً، وإعجابهم بالغاً، وهم يرنون إليكم بمشاعر من التقدير وعدم التصديق، حين كانت اللحظات التاريخية الآسرة للألباب، والكاميرات التلفزيونية تدون حدثاً بالغاً في أهميته ودلالاته، وتنقل تلك الصور على أثير مختلف وسائل الإعلام العربية والأجنبية مباشرة، حاملة في طياتها تباشير فتح حداثي جديد، وأنتم ترفعون، وتتبادلون الأنخاب مع الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش "الصغير" في مؤتمر العشرين في واشنطن، وفي تلك الحالة البروتوكولية الحضارية العصرية المعبـّرة التي تعكس موقفاً جديداً، ونظرة مختلفة وثورية من بعض القضايا الجوهرية والإشكالية التي أثقلت مجمل منظوماتنا الاجتماعية والفكرية والسلوكية وشلـّتها وجعلتها عاجزة عن أي حراك وتغيير.

هذه الصور الجديدة ستغير ولا محالة، من تلك الأثقال النمطية، والتابوهات القدرية، والأحمال الحجرية التي شكلت مجمل رؤيتنا القاصرة للحياة، وشكلت، بالتالي، رؤية الآخرين السلبية لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، التي لم تعد تسر عدواً ولا صديقاً، على الإطلاق. وإن هذه اللقطات الخالدة، لا بد، ستكون قطعاً، وقطيعة، مع تاريخ من الانغلاق والتحجر والتزمت تحاول قوى التعصب والتشدد والظلام، من خلالها، أن تسم بها هذا البلد الشقيق.

وبعيداً عن كل ذاك الضجيج والزوابع والتهويم والتهويل الذي حاول البعض أن يحيقه بروعة المشهد وحداثية المآل الآني، أو الغمز من أية مضامين أخرى وبجانبها الروحي المطلق، فإننا نرى في الصورة المرسلة وجهها الأكثر إشراقاً القائم على تحدي الموروث السلفي، ومحاولة تخطيه وتجاوزه، والرغبة في الانتقال نحو آفاق وتحولات جديدة غير تلك التي عهدناها سابقاً والتي لم تؤثر، تاريخياً، في شيء، ولم تقدم، بل أخرت في مسيرة هذا البلد العريق رغم ثرائه وامتلاكه لكل مقومات النهوض، وممكنات النجاح الأكيد بعد فك عرى التحالف الكاثوليكي بين ما هو ديني وما هو سياسي، ولا يملك المرء حيال ذلك إلا إبداء مشاعر الدعم والتأييد، ومهما كانت محاولات قوى الظلام لفرملة وعرقلة عملية التثوير والتغيير.

ولا نخفيكم أيضاً، وبالمقابل، كم تنتاب المرء أحاسيس من الألم والمرارات القاتلة، ومشاعر جمة من الإحباط واليأس، حين تحمل وسائل الإعلام ذاتها، أخباراً مرعبة ومنفـّرة تجري على ثرى المملكة الطاهر نرنو، حميعاً، ونتمنى أن تتبدل، ونتخلص منها في المستقبل العاجل القريب.

 أخبار تتواتر بفيض مفزع غريب عن عمليات تنفيذ للقصاص الشرعي هنا وهناك صار يتبادلها الصغار لقطاتها البلوتوثية كألعاب مسلية على أجهزتهم المحمولة لتتشكل من خلالها، فقط، قناعات أجيال وأجيال ونظرتهم، للبلد الشقيق.

عن سجن للأحرار وتنكيل وجلد يطال صحفيين وأطباء، وأصحاب رأي ونشطاء سياسيين، ووافدين مقيمين ومساكين ومستجيرين بكم من غائلة الفقر والتهجير والتجويع. عن إطلاق سيول هائجة لا ترعوي ولا تستحي من فتاوى عبثية مسلية لا معقولة وغير قابلة للتصديق، وبشكل عشوائي، وفي ظل حكمكم الرشيد، ولا تدخل بعقل، ولا يقرها شرع أو دين. عن ازدراء للمرأة وتنكر لأبسط حقوقها الآدمية، وتمييز في معاملتها وحط من كرامتها وإجهاض لآمالها وأحلامها.

 عن اضطهاد وترهيب لأتباع الديانات والطوائف والمذاهب الأخرى وحرمانهم من كافة أشكال الحرية والتعبير والحقوق، أو ممارسة طقوسهم وشعائرهم الخاصة. عن أقليات مهمـّـشة ومحرومة من كافة حقوق المواطنة المنصوص عنها في القانون الدولي.

ولعل تلك الصور المفرحة وبرمزيتها المثيرة الكبرى، التي أثلجت الصدور، وأحيت الأمل من جديد في أن تنفض المملكة عن كاهلها غبار الماضي الأليم، تكون فاتحة عهد نير جديد، وخير تومئ بفجر جديد تلج فيه المملكة أفقاً جديداً من التسامح والانفتاح والتصالح مع الذات ومع الآخرين، ومبشرة، في الآن ذاته، بانقشاع سحب الظلام الداكنة المدلهمة عن كاهلها، يكون الناس أحراراً فيه فيما يفعلون، ويحبون، ويتصرفون كسائر خلق الله العاديين، بعيداً عن سطوة وجهالة، ومن دون وصاية، المافيا الدينية المستبدة بالإنسان والمكبلة لتطلعاته الإنسانية والفطرية المشروعة.

 وعسى تتوارد، في كل يوم وآن ومناسبة، تلك الصور الطيبة غير التقليدية تباعاً من أرض الحرمين حاملة معها عبق التغيير، وعبير التحضر، وأصالة التمدن الشرقي، وروح العصرنة، ورغبة التحديث، التي ستنال، ولا شك، وتحطم من كل تلك الصور السوداء المتآكلة التي ترسخت في الأذهان، لتعصف، وتذهب بها مع الريح، إلى الفناء والجحيم.

والعقبى الكبرى بخبر مفرح ومشهد آسر جديد.


أخوكم في العروبة والإسلام


الكاتب والإعلامي: نضال محمد نعيسة

(152)    هل أعجبتك المقالة (155)

ابو زهدي

2008-11-17

لا تتعدى او تتنفس بحرف على اسيادك يا تعيسة .. مصيرك زائل قريبا .


سامر

2008-11-18

اود ان اقول للسيد الكاتب ان مقالتك تافهة جداً وأردت ان تثير حفيظة القراء بالوضع المأساوي في السعودية وأنا اقول لك اني مقيم في السعودية من 15 سنة ويوجد مايزيد عن 500 الف سوري فيها هاربين من جحيم سوريا واقول لك بكل مصداقية اننا نعيش في السعودية افضل بالاف المرات مانعيشه في سوريا وكل ماتكتبه عن الوضع هو كلام تافه ومنقول عن مصادر لها غايات والكاتب يجب ان لايكتب دون ان يتأكد من مصادره واما عن اقامة الحد وتصوير البلوتث فإن كنت ياسيد نضال مسيحياً فأنت معذور لانك قد لاتعرف ان الدين الاسلامي والشرعي يفرض اقامة الحد وتنفيذ العقاب الشرعي ولااظن ان ماورد في القرأن قابل للنقاش واما عن جلد الاطباء وهذا الكلام السخيف فهي حادثة وحيدة وكان يستحق الفاعلين الاعدام لانهم استغلو مهنتهم وبيعهم ادوية تشبه مفعولها بالمخدر ولااريد التحدث بالتفاصيل واما عن اسر الحريات للديانات فنا اقول لك انه هذه بلد الحرمين وعلينا ان نشكرهم على عزل كل اشكال الفساد اللتي تحصل عندنا في سوريا واللتي حولت بلدنا مقراً للدعارة وخاصة الخليجين وهذا شي والشي الاخر السعودية بلد اسلامي والمسيحي هو ضيف فيها فإن أحب الاقامة فليقيم وان لم يحب فليرحل باختصار ولا اريد ان اطيل اكثر لان مقالتك لاتستحق ان يجاب عليها اكثر ولا اريدان اشرح لك عن الحريات في سوريا ويقول المثل المصنوع من الشمع لايمشي تحت الشمس فانا بعرف وانت بتعرف ماهي الحريات في سوريا وسجون سوريا واقتصاد سوريا والخ.


نضال نعيسة

2008-11-18

إلى كافة الأخوة المعلقين الكرام لا شك أن خطوة الملك عبد الله برفع الأنخاب حتى لو كانت ماء أو بيبسي كولا، وأنا لم أحدد الخمر ولم أتهم أحداً أو أكفره أو أخرجه من الملة والدين، ففيها شيء من التجديد والتحدي للموروث السلفي المقيت والمتزمت الذي نحاول جدميعا التخلص منه نظرا لما ألحقه من ضرر بمجتمعاتنا ونحن لسنا ضد السعودية لأنها السعودية ولا نكن إلا المحبة والاحترام لهذا الشعب والبلد غير أننا وبما نملك من امكانيات متواضعة ورسالة فكرية تجديدية في الحياة نحاول إلقاء الضوء على سلبيات هنا وهناك في هذا البلد أو ذاك وأن أية خطوة فيها تجديد وتثوير ومحاولة لكسر الأطواق التقليدية تستحق التوقف والثناء حتى مع من نختلف معهم بالرأي. لا شك ان خطوة الملك فيها الكثير من الجرأة للمؤسسة الكهنوتية الوهابية التي لا نتفق معها بأي حال ونتمنى أن تطور من أساليبها وطرق عملها ونهججها لما فيه مصلحة الشعب السعودي ولعلكم إخوتي الأعزاء المقيمين في السعودية تعانون، ومن دون مكابرة، من بعض هذه الممارسات المشينة والضالة والبعيدة عن الإسلام، كما عانيت انا شخصيا وكل الزملاء والأخوة الذي اضطرتهم ظروفهم للعمل في هذا البلد؟ ما الفرق بين ممارسات هذه الشرطة الدينية والتدخل السافر في شؤون الناس وبين ممارسات الأجهزة الأمنية القمعية عبر التاريخ وفي كل مكان في حياة الناس؟ كيف ندين هذا ونغفل ونكابر عن ذاك؟ هنا تكمن المشكلة بل تتبدى الكارثة والمأساة؟ ومن يتحمل ويتواءم مع هذا النمط من القمع والحياه فهذا شأنه ولكن ليس عليه أن يفرضه أو يتمناه للآخرين ففي ذلك الكثير من القسوة والتجني والاستبداد. انها قضية موضوعية ونزاهة وحياد نرجو من كل من يحب هذه المجتمعات والأوطان أن يتحلى بها فهي طوق النجاة لنا جميعا. نضال محمد نعيسة سوريا- اللاذقية .


سامر

2008-11-18

انا المعلق سامر وعلقت بتعليق مقالة تافهة اردت ان احيي صحيفتكم التي نشرت تعليقي بالكامل دون حذف وقد تفاجئت فعلأ لاني كنت شبه اكيد ان تعليقي لن تنشروه لعدم وجود حرية التعير في بلدنا ولكن نشركم لتعليقي فعلأ جعلتموني اتفائل بأن هناك صحف تحترم حرية التعبيرمهما كانت فعلأ اشكركم واشكر كل من يعمل في موقعكم.


عدنان

2008-11-18

كتاب هذه المقالة مسكين، وينفع معه المثل القائل عرب وين وطنبورة وين، طلع الزلمة موش مهتم أن الملك مع بوش وبيريس، بل مهتم بأنه رفع الأنخاب ولأنه لا ينزل الأنخاب من يده انشرح صدره لرفع النخب...يعني ما اهتم بكل النذالات التي فعلها الملك، وانبسط لرفع النخب....أنا نصحت هذا الرجل مراراً أن يكتب في عرب تايمز، فهي مناسبة له وكلهم في عرب تايمز يرفعون الأنخاب، ولبناتهم أصدقاء وخلان، فلماذا توسخ نظرنا أيها الرجل... ولا أعرف لماذا انشرح صدره لرفع النخب، يا ترى شو في بصدر هذا الرجل...مو غريب شوي.


سلامات

2008-11-18

سيدي جلالة الملك : البارحة اوقفني صديق مسيحي وسالني كيف يرفع العاهل السعودي النخب ويطرق كاسه بكاس شمبانيا مع مجرمين وقتلة للعرب كان مزعوجا جدا صمتت لم استطع التبرير اتمنى ان تبرر تصرفك ؟؟؟ .


التعليقات (6)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي