بمرور الأيام يتكشف مزيد من "موظفي الأسد" خارج الحدود، ومن مختلف الجنسيات، ممن سخرهم للدفاع عنه وترويج روايته وشرعنة قتله للسوريين، ولعل آخر هؤلاء هو الدبلوماسي البريطاني "بيتر فورد" الذي ظهر في أعقاب مجزرة خان شيخون الكيماوية، لينفي أي صلة لبشار الأسد وجيشه بالهجوم الذي أوقع مئات الضحايا والمصابين.
صحيفة "ديلي تلغراف" كشفت عن "السبب" الذي بفضله قد يبطل "العجب" من موقف "فورد"، المناقض تماما لموقف حكومته، ولخارجيته التي ينتمي إليها حيث كان سفيرا سابقا لدى نظام الأسد، لكن ليس هذا هو السر في موقفه المؤيد لبشار والمدافع عنه، بل هي "الوظيفة" التي حباه إياها فواز الأخرس (والد زوجة بشار)، حين عينه مديرا لما يعرف باسم "الجمعية البريطانية السورية"، وهي إحدى أهم واجهات تلميع بشار على صعيد بريطاينا بأسرها.
"فورد" البالغ 59 عاما والذي شغل منصب سفير لندن في دمشق بين 2003 و2006، ظهر على شاشة "هيئة الإذاعة البريطانية" في أعقاب مجزرة خان شيخون، ليقول بأن بشار بريء من المجزرة ولا يمكن أن يكون قد شن هجوما كيماويا ضد "شعبه"، وتبين لاحقا مثل أن هذا الموقف النشاز بكل وجوهه، كان من باب "رد الجميل" لتعيينه قبل نحو شهر من المجزرة مديرا للجمعية التي أسسها "الأخرس".
ووفقا لوثائق رسمية، فقد تمت تسمية "بيتر فورد"، مديرا لـ"الجمعية السورية البريطانية" في 28 شباط/ فبراير من هذا العام.
وليست هذه هي أول المواقف التي يظهرها "فورد" في الدفاع عن بشار، بل سبق له أن حمّل الثوار والمعارضة مسؤولية الهجوم على قافلة مساعدات أممية، رغم أن التحقيق أثبت أن القافلة قصفت من الجو، بفعل طائرة روسية أو تابعة للنظام.
وسبق لسلسلة رسائل إلكترونية أن كشفت عن الوجه القبيح الذي يخفيه "فواز الأخرس" خلف قناع "جراح القلب" والرجل المسالم، حين بعث "الأخرس" لصهره بشار عبر البريد بنصائح وتوجيهات ترشده إلى طرق التعامل مع انتقادات المجتمع الدولي لوحشيته في قمع الثورة، بما في ذلك كيفية دحض المقاطع التي توثق التعذيب.
وإثر هذه الفضيحة التي ثارت في 2012 اضطر "أندرو غرين"، وهو سفير بريطاني سابق آخر لدى نظام الأسد في سوريا، للانسحاب من "الجمعية" التي كان يشغل فيها منصب "الرئيس المشارك".
وانضم إلى "غرين" كل من أمين صندوق الجمعية "بريان كونستانت"، فضلا عن "جافين آرثر"، عمدة لندن السابق.
وعلق "غرين" على انسحابه في ذلك الوقت قائلا: " إنه أمر محزن للغاية، الجمعية السورية البريطانية قدمت الكثير من العمل المفيد ولكن من الصعب جدا أن نعرف كيف ستستمر، وفي ضوء ما تم الكشف عنه مؤخرا (رسائل الأخرس إلى بشار)، قرر أعضاء الجانب البريطاني الخمسة الاستقالة من الجمعية".
واللافت أن "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، دافعت عن استضافة "فورد" ليدلي بتصريحاته الداعمة لمرتكب مجازر الكيماوي بشار الأسد، حيث قالت "بي بي سي" إن استضافاتها المتعددة لـ"فورد" خلال العام الجاري، تم ضبطها ضمن إطار توصيفه بأنه "منتقد دائم للسياسة الغربية"، وأحيانا بأنه "جزء من مجموعة -تتناقص باستمرار- ويعتقد أفرادها أن بشار الأسد هو الحل لما يجري في سوريا"، ما يعني حسب "بي بي سي" تعريف الجمهور بخلفية "فورد" وبراءة ذمة للمؤسسة الإعلامية مما سيدلي به من أقوال.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية