أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كيف تبدو "كسب" من الطرف المقابل؟

غالبية سكانها الأصليين فقد غادروا باتجاه لبنان وبعضهم هاجر إلى كندا وأوروبا - أرشيف

"كسب" البلدة السورية التي قدمت فصائل المقاومة لأجل تحريرها من نير الأسد مئات الشباب، هي اليوم الحلم الذي يناوش مخيّلة السوريين النازحين في بلدة "يايلاداغي" التركية والتي لا تبعد عنها سوى أمتار لا تتجاوز العشرات. 

آلاف السوريين من جبلي الأكراد والتركمان بريف اللاذقية الذين لجؤوا إلى البلدة التركية ينظرون إلى "كسب" الملاصقة على أنها أول نقطة سيدخلونها عندما ينطلق الحل السياسي، أو عندما يتمكن الثوار من استعادة السيطرة عليها، باعتبارها النقطة الأقرب.

بين التمنيات والواقع مسافة يرى البعض أنها تختصر يوما وبعد يوم، ويرى آخرون أنها تتعمق مع تصاعد الحديث عن عمل النظام مدعوما بروسيا على إقامة كانتون طائفي في الساحل السوري بعد تهجير المكونات الطائفية والقومية الأخرى بمن فيهم سكان هذه المدينة الوادعة التي تقطنها غالبية أرمنية.

من "يايلاداغي" يراقب السوريون مدينة "كسب" وقد عاد إليها بعض سكانها المدعومين أو الذين دفعوا أموالا طائلة للشبيحة للسماح لهم بالعودة، أما غالبية سكانها الأصليين فقد غادروا باتجاه لبنان وبعضهم هاجر إلى كندا وأوروبا، حسب مصادر متطابقة.

وكأن النظام لم يعد راضيا باستمرار العائدين إليها بالبقاء فيها، فتعمد إهمال خدماتها الأساسية، لا سيما الكهرباء التي يقول النازحون إلى البلدة التركية إنها تنقطع فترات طويلة، وتعيش مع سكانها العتمة غالبية الليالي.

يومان قضيتها في البلدة التركية لم تصل فيهما الكهرباء إلى كسب الحزينة، كنت أرقب عتمتها كما بقية السوريين متحسرا على بلد دمره الأسد من أجل الحفظ على كرسي تسنده أربع خشبات.

منظار مقرّب اشتراه سوري لرصد واقع المدينة السورية، أو ربما في محاولة بائسة (أقله حتى الآن) لتقريب بلده إليه مع اقتراب صورته، راقبنا حركة المدينة، كانت الحركة فيها محدودة وغالبية المساكن فيها خاوية، وأن أكثر السيارات التي تتحرك في شوارعها عسكرية.

أبو حذيفة صاحب المنظار أخبرنا أنه توصل بعد مراقبة طويلة لقناعة أن ضباط الأسد والشبيحة استولوا على منازل البلدة إما عن طريقة الشراء بالقوة أو الاستيلاء عنوة عليها بعدما غادرها سكانها.

في معبر "كسب" المغلق في وجه الحركة، أخبرنا عنصر جمارك تركي يجيد العربية أن المدينة مهملة تماما لا يعيش فيها اليوم ربع عدد سكانها، وغالبية الموجودين فيها من العسكر وليسوا من سكانها الأصليين.

حرس حدود سوري في نقطته القريبة من المعبر رفض التحدث إلينا رغم أننا لم نخبره عن مهنتنا، بدا عليه الخوف، وراح يتحدث بصوت منخفض على القبضة اللاسلكية.

وعندما أخبرته بأني لا أريد سوى معرفة سوية الخدمات في المدينة وعدد السكان فيها وكيف يعيشون، انحنى ليرفع حبة بطاطا مسلوقة، لعلّه أبلغ شرح.

مقاتل في الجيش الحر شارك بتحرير المدينة أقسم والدموع تنهمر من عينيه "والله والله والله سندخلها فاتحين، ونعيد لأهلها حريتهم، ونثأر لدماء شهدائنا الذين سقطوا في سبيل تحريرها في المرة الأولى".

يذكر أن فصائل المقاومة السورية تمكنت في الشهر الرابع من العام 2014 من تحرير المدينة قبل أن يتمكن النظام من استعادة السيطرة عليها بعد خمسة شهور.

عبد السلام حاج بكري - زمان الوصل
(131)    هل أعجبتك المقالة (147)

فارس

2017-04-19

مع احترامي للكاتب و للموقع فان الحقيقة عكس ما اراده الكاتب ان يوصله, معظم اهالي بلدة كسب عادو الى بيوتهم و حقولهم بعد تحرير البلدة من دنس الارهاب اللذين هجرو منها قسرا مع بدء هجوم مرتزقة تركيا فاقتضى التنويه و شكرا.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي