بعد نحو 8 أشهر على إعلانه في الصحف، استفاقت سلطات النظام على شخص مختل يدعي ممارسه الطب وعلاج جميع أنواع الأمراض، بما فيها "الوسواس الخناس" على حد قوله، رغم أن لافتة الطبيب المزيف ظاهرة للعيان في مشروع دمر، ومثيرة للاشتباه والسخرية من أول لحظة، نظرا للاسم الغريب الذي اختاره الطبيب لنفسه، ولطريقة تعدداه الأمراض التي يداويها.
وقامت بلدية مشروع دمر بفك ومصادرة لوحة الطبيب "أجدب فهمان" وإغلاق "العيادة"، دون أن يتبين مصير "الطبيب" المحتال، ودون أن تقدم تبريرا للسكوت عن "نشاطه" خلال الأشهر الماضية، رغم أنه وضع إعلانا صريحا في إحدى الجرائد منذ صيف العام الماضي، كما إنه كان ينشط علنا ويوزع "كروته" على الناس داعيا إياهم للتداوي على يديه.
فتحت عبارة مشوشة تخلط الأمور والعامية بالفصحى (إذا ما في عي ما في علم والعلم نور)، وضع الطبيب اسمه "الدكتور أجدب فهمان"، وأتبعها بـ"اختصاصاته": معالج فيزيائي ونفساني، معالج للشقيقة وأوجاع الرأس، معالجة كافة الأمراض، معالجة الإرهاق والقلق الليلي، معالجة المفاصل، معالجة ترقق العظام.. وأخيرا "معالجة الوسواس الخناس".
وتقول إحدى الروايات بحق "الدكتور أجدب"، الذي ما تزال هويته الحقيقية مجهولة، إنه كان يعمل في مهنة كي الملابس، ثم فجأة حول دكانه إلى "عيادة"، وضع عليها اللافتة المثيرة للجدل.
ولا يعرف بالضبط ما الذي حل بـ"المكوجي" حتى تحول إلى "الدكتور أجدب" بين ليلة وضحاها، ولكن ربما يكون لتراجع عمله علاقة بالموضوع، خصوصا أن محله ملاصق تماما لمحل خدمات تنظيف وكي.
وتلقي حادثة "الدكتور أجدب" الضوء على تسيب سلطات النظام في ملاحقة المحتالين، رغم حساسية المجال الذي يدعي العلم به، ورغم أن عيادة الدكتور المفترض تقع في ضاحية من ضواحي دمشق التي تعج ببيوت الأثرياء والمتنفذين، وتعرف باسم الشام الجديدة.
كما تكشف الحادثة عن مدى استهتار الناس بسلطة النظام، حيث لم يكن أحد يتخيل قبل سنوات أن تُقدم جريدة على نشر إعلان لطبيب دون التوثق من هويته، فضلا عن تصميم وتركيب لوحة له.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية