بعد أن بقيت معظم تفاصيله طي الكتمان، ومثار أخذ و ردّ، كشف قيادي في "هيئة تحرير الشام" عن ما سماها بنود الاتفاق الخماسي، منوها بأن الاتفاق يشمل 5 مناطق وليس 4 فقط كما تردد، وهي: مضايا، الزبداني، مخيم اليرموك، كفريا، الفوعة.
وكالة "إباء" الناطقة باسم "هيئة تحرير الشام"، والتي تحتكر أخبارها، توجهت إلى القيادي بسؤال حول "تفرد" الهيئة بالتفاوض مع الإيرانيين، واتخاذها قرارا بهذا الحجم دون مشاركة مكونات "جيش الفتح" الأخرى، فأجاب: "لم يقف التفاوض حول الملف الخاص بـ"كفريا-الفوعة" و"مضايا-الزبداني" منذ أكثر من سنة ونصف؛ تعثر أحيانًا وتعرقل في بعض الظروف، إلا أن التطور الأخير في أحوال أهلنا المحاصرين في مضايا والزبداني ومخيم اليرموك ونداءاتهم دفعتنا للبدء بجولة تفاوض جديدة، وأؤكد بأن التفاوض كان وما زال باسم جيش الفتح وبمشاركة أساسية من قبل حركة أحرار الشام، ولم نقدم على جلسات التفاوض قبل التوافق مع الإخوة في جيش الفتح على الخطوط العريضة لذلك".
ونفى القيادي أن يكون الاتفاق يقضي بتفريع مضايا والزبداني بشكل كامل، معلقا: "الاتفاق لا ينص على ذلك، ونحن ضد تهجير أهلنا وتفريغ مناطق أهل السنة، فالعدد هو 3500 شخص، وهم المقاتلون وعوائلهم والمطلوبون للنظام المجرم، ولم يتخذوا قرار الخروج إلا بعدما ضاقت بهم السبل، وانعدمت سبل الحياة ووسائل الجهاد".
وأكد القيادي أن الاسم الجديد للاتفاق هو اتفاق البلدات الخمس بدلا عن "اتفاق البلدات الأربع"، معللا: "بعد سوء الأوضاع في مخيم اليرموك وتضييق الحصار على إخواننا المرابطين هناك، كان علينا أن نحاول استنقاذهم والتفريج عنهم ما استطعنا، فوضعنا اسم المخيم كشرطٍ أساسي في جلسات التفاوض، ليكون من بنود الاتفاق إدخال المساعدات الغذائية والطبية لأهلنا هناك في المرحلة الأولى بالإضافة لإخراج الحالات الطبية المستعجلة، وخروج المقاتلين والراغبين من الأهالي إلى إدلب في المرحلة الثانية، ويفصل بين المرحلتين 60 يوما تبدأ مع خروج الدفعة الأولى من مسلحي كفريا-الفوعة".
ولخّص القيادي بنود الاتفاق الخماسي، الذي تصب بمجملها "في صالح الثورة والثوار"، حسب تعبيره، مبينا أن البنود "نصت على وقف إطلاق النار في البلدات المشمولة في الاتفاق بما فيه القصف الجوي والمدفعي وإخراج الحالات الطبية الحرجة وإدخال الإغاثات العاجلة للمناطق المحاصرة، بالإضافة لإخراج 1500 أسير وأسيرة أثناء تنفيذ بنود الاتفاق وبعضهم من البلدات المحيطة بكفريا والفوعة، وهذا ما لم يحصل منذ انطلاق الثورة حتى الآن، إضافة إلى إخلاء الموجودين -وفق إرادتهم- في البلدات الخمس وجبل بلودان بريف العاصمة كذلك، ويتم ذلك على مرحلتين، حيث يخرج في الدفعة الأولى 8 آلاف من كفريا والفوعة بينهم 2000 مقاتل، ويخرج حوالي 3200 شخص من مضايا والزبداني وجبل بلودان إلى إدلب".
وتابع القيادي: "بعد 60 يوم من المرحلة الأولى تُنفذ المرحلة الثانية بإجلاء ما تبقى من كفريا والفوعة، بالتزامن مع ذلك يخرج حوالي 1000 من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري، وأثناء تنفيذ الاتفاق يطلق النظام المجرم سراح الأسرى على دفعات، على أن يكون ثلثهم من ساكني المناطق المحررة، ونص الاتفاق على تعهد النظام المجرم بأن لا يعتقل من يُفرج عنه عبر هذا الاتفاق مرة أخرى، كما نص على تعهد حزب الله الإيراني بحل إشكال 50 عائلة من أهالي الزبداني عالقة في بيروت عبر إيصالهم إلى المناطق المحررة حال دخولهم لسورية بشكل مباشر".
وختم القيادي في "تحير الشام" معلنا: "لولا أن أهلنا المحاصرين في الزبداني ومضايا والمخيم كلفونا بالتفاوض لإنهاء الحصار عنهم، لما جلسنا مع عدونا لنفاوضه، وإن دماء بطل من أبطال الزبداني ومضايا والمخيم أغلى عندنا من النظام وأذنابه مجتمعين، ويكفينا أن نراهم بين صفوفنا يعيدون الكرة على من حاصرهم وجوّع أهلهم".
وفي سياق متصل، أكد القيادي أن بلدات: يلدا، ببيلا، بيت سحم (جنوب دمشق)، ليست مشمولة بالاتفاق، منوها بأن النظام أطلق سراح 19 أسيرا كانوا في قبضة الميليشيات الطائفية في كفريا والفوعة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية