وثَّق تقرير حقوقي إقدام قوات الأسد وحلفائه على قتل 98 مدنياً، قتلت القوات الروسية منهم 56 مدنياً، بينهم 10 أطفال، و8 سيدات فيما قتلت قوات النظام 42 مدنياً، بينهم 14 طفلاً، و7 سيدات. وارتكبت القوات الروسية مجزرتين فيما ارتكبت قوات النظام السوري مجزرة واحدة.
كما سجل التقرير، الذي يرصد حسب عنوانه "انتهاكات الحلف السوري الروسي بعد الضربة الأمريكية" بين 7 و11 نيسان ابريل الجاري، سجل 14 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية توزعت مناصفة بين القوات الروسية وقوات النظام، حيث ارتكب كل منهما 7 حوادث اعتداء.
وبحسب التقرير، فقد تم توثيق 5 هجمات بالذخائر العنقودية، 4 منها من قبل قوات روسية وواحدة مازالت قيد التحقق لتحديد المسؤول عنها (النظام السوري أم الروسي).
كما وثّق 6 هجمات بأسلحة حارقة استخدمتها قوات روسية، وذكر أنّ هجمتين بالأسلحة ذاتها مازالت قيد التحقيق والمتابعة.
وأكد التقرير، الذي اطلعت "زمان الوصل" عليه أن قوات الأسد نفذت هجمة واحدة بالأسلحة الكيميائية، إضافة إلى 162 برميلاً متفجراً ألقاها الطيران المروحي التابع لها.
وأوضح أن الحلف السوري الروسي خرق بشكل لا يقبل التشكيك قراري مجلس الأمن رقم (2139 و2254) القاضيين بوقف الهجمات العشوائية، وانتهك أيضاً عبر جريمة القتل العمد المادة الثامنة من قانون روما الأساسي، ما يُشكل جرائم حرب.
وأوضح أن القصف قد استهدف أفراداً مدنيين عزلا، وبالتالي فإن "قوات الحلف السوري الروسي انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحق في الحياة. إضافة إلى أنها ارتكبت في ظل نزاع مسلح غير دولي فهي ترقى إلى جريمة حرب، وقد توفرت فيها الأركان كافة".
واستعرض التقرير هجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية ضد أهالي مدينة "خان شيخون" بإدلب، يوم الثلاثاء 4/ نيسان/ 2017، ووصفه بأنه الأوسع منذ هجومه على ريف دمشق في آب/ 2013، وعرّج على الرد الأمريكي فجر الجمعة 7/ نيسان، عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن إطلاق بوارجها 59 صاروخ "Tomahawk" على مطار "الشعيرات" شرق حمص الذي يحوي مخازن للمواد الكيميائية.
وأشار التقرير إلى أن مطار "الشعيرات" يُعدُّ من أهم المطارات العسكرية التي تستخدمها قوات النظام في عملياتها العسكرية، وفي قصفها الأحياء المدنية وارتكابها المجازر، كما يُعتبر القاعدة الجوية الثانية التي تستخدمها القوات الروسية لانطلاق طائراتها، بعد قاعدة "حميميم" في ريف محافظة اللاذقية.
ووفق التقرير صعَّد الحلف السوري الروسي عملياته العسكرية التي تستهدف مناطق ومراكز مدنية، بشكل واسع في الأيام الخمسة التي تلت الضربة الأمريكية، والبعض منها لم يكن فوضوياً، بل متعمداً، وسجل التقرير ارتفاعاً في معدل استخدام الحلف السوري الروسي للذخائر العنقودية والأسلحة الحارقة والبراميل المتفجرة.
وأضافَ أن النظام استخدم أسلحة كيميائية للمرة الثانية بعد أقل من 72 ساعة على استخدامها في "خان شيخون" بإدلب في تحدٍ منه للمجتمع الدولي، عبر هجوم شنَّه على حي "القابون" في العاصمة دمشق، عصرَ الجمعة 7/ نيسان/ 2017.
ونقل التقرير عن مدير "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" فضل عبد الغني قوله:
"لقد فشلت الإدارة الأمريكية السابقة في ردع النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية، وعن حماية الخط الأحمر الذي رسمته، وهذا أدى إلى تمادٍ كبير للنظام السوري في استخدام الأسلحة الكيميائية وفي الصيد المفتوح لقتل الشعب السوري، وقد علمتنا التجربة مع النظام السوري أنه سوف يستمر في تحدي المجتمع الدولي، وفي اختبار الحدود، كما فعل عندما تدرَّج في استخدامه الأسلحة وصولاً إلى السلاح الكيميائي".
وأوصى التقرير بضرورة فتح تحقيقات في الحوادث الواردة فيه، وإطلاع المجتمع السوري على نتائجها، ومحاسبة المتورطين وتعويض كافة المراكز والمنشآت المتضررة وإعادة بنائها وتجهيزها من جديد، وتعويض أسر الضحايا والجرحى كافة، الذين قتلهم النظام الروسي الحالي.
كما شملت توصيات التقرير مطالبة مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد مرور أكثر من عام على القرار رقم 2254، الذي نصَّ بشكل واضح على "توقف فوراً أي هجمات موجهة ضد المدنيين والأهداف المدنية في حدِّ ذاتها، بما في ذلك الهجمات ضد المرافق الطبية والعاملين في المجال الطبي، وأي استخدام عشوائي للأسلحة، بما في ذلك القصف المدفعي والجوي".
وطالب بضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بما فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه بارتكاب جرائم حرب وإحلال الأمن والسلام وتطبيق مبدأ مسؤولية حماية المدنيين، لحفظ أرواح السوريين وتراثهم وفنونهم من الدمار والنهب والتخريب وتوسيع العقوبات لتشمل النظام الروسي والنظام الإيراني المتورطين بشكل مباشر في ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد الشعب السوري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية