أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دار عجزة ومسنين تستقبل معوقي الحرب في ريف إدلب

يعيش في دار عجزة الثورة والمسنين عشرة نزلاء لا أهل لهم ولا أقارب يزورونهم

في البهو الداخلي لدار العجزة ببلدة "إسقاط النظام" التابعة لمدينة "حارم" تجلس "خديجة" من "معرة النعمان على أريكة خشبية تنظر إلى مكان أختها الفارغ الذي رحلت عنه منذ شهر بعد أن قاسمتها لسنوات مشاعر اليتم والفقدان وبخاصة بعد وفاة والدهما وتخلي والدتهما عنهما بالزواج، بينما تركهما ذوو القربى نهباً للإهمال والنسيان.

"خديجة" هي َواحدة من نزيلات "دار عجزة الثورة والمسنين"، التي تم تأسيسها لتضم مهجري دار المسنين القديمة في "جسر الشغور"، ففي حزيران عام 2015، وإثر نزوح أهالي المدينة جراء القصف العنيف ترك نزلاؤها دون حماية أو رعاية.

وآنذاك نسق القاضي الدكتور "محمد نور حميدي" المدير الحالي للدار مع عدد من الأشخاص واتفق معهم على تأسيس دار بديلة في بلدته "إسقاط النظام" في "حارم" بريف إدلب 

ويقول "حميدي" لـ"زمان الوصل"، إنهم نقلوا نزلاء الدار من مدينة "جسر الشغور" إلى بلدته، حيث المقر الحالي لها، مؤكدا أنه تشاور مع بعض الشخصيات لدعم الدار.

تتألف الدار من طابقين، الأرضي ويحتوي أربع غرف وصالة كبيرة وهناك حديقة فيها مسبح صغير وحمامان ومطبخ والطابق الثاني مازال على الهيكل، وهو عبارة عن جدران وسقف لا أكثر، وساهم المجلس المحلي لبلدة "إسقاط النظام" بتقديم المقر الحالي للدار-بحسب مؤسسها–الذي أضاف أن الدار" استمرت في تلقي الدعم بمبادرات فردية لمدة ستة اشهر وانقطع بشكل كامل ومنذ أكثر من سنتين يغطي د.حميدي –كما يقول- نفقات الدار وما يلزم العجزة من مأكل ومشرب وملبس. 

ولا يقتصر الدعم -كما يقول "حميدي"– على نزلاء الدار فهناك الكثير من العجزة والمسنين خارج الدار يتم تأمين بعض المستلزمات الطبية لهم ككراسي العجزة والعكاكيز والمراحيض "الفرنجية" وغيرها.

وذكر أن هناك طبيبا صديقا للدار يمر بشكل دوري على النزلاء ويقوم بفحصهم طبياً ومعرفة الحالات التي هي بحاجة للعلاج. 


يعيش في دار عجزة الثورة والمسنين عشرة نزلاء لا أهل لهم ولا أقارب يزورونهم وإحدى العاجزات تبلغ من العمر 65 مضى عليها أكثر من أربعين عاماً في دار العجزة، حيث تأسست دار العجزة القديمة في "جسر الشغور" عام 1950 ويتولى مشرفو الدار الاهتمام بالنزلاء من كل النواحي الصحية والنفسية وتقديم كل ما يحتاجونه من قبل موظفيها، بالإضافة إلى بعض المتطوعين الذين يترددون بشكل يومي إلى دار العجزة لتأمين كل احتياجات النزلاء.

وحول آلية قبول نزلاء الدار أكد "حميدي" أن "الشرط الأساسي والوحيد أن يكون المسن قادراً على قضاء حاجته بنفسه لأنه إذا كان مصاباً بأي شلل أو مرض يعيق حركته فهو بحاجة إلى عناية فائقة وهذا خارج استطاعة الدار". 

وتستقبل الدار -حسب محدثنا- الأشخاص المعوقين جرّاء الحرب، مضيفاً أن "هناك الكثير من الحالات التي تستدعي الحاقها بالدار ولكن ضعف الإمكانيات وصغر حجم الدار يحولان دون استيعاب الكثير من الحالات في مدينة "حارم" وما حولها. 

ولفت "حميدي" إلى أن هناك الكثير من المنظمات الإنسانية تواصلوا معه وأخذوا معلومات عن الدار وعن نزلائها ووعدوا بالمساعدة وتقديم ما يلزم، ولكن أياً منهم لم يقدم للدار ليرة سورية واحدة.

وأكد "حميدي" أن دار عجزة "الثورة والمسنين" في "إسقاط النظام" تفتقر لأي دعم أو اهتمام من قبل أي منظمة أو هيئة ثورية أو أي جهة تنشط في العمل الإنساني رغم أن النزلاء هم أكثر المتضررين من الحرب، وفقدوا كل أمل في الحياة وهم بأمسّ الحاجة لمن يمد لهم يد المساعدة.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(125)    هل أعجبتك المقالة (139)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي