وصف ناشط من مدينة "خان شيخون" فقد 25 شخصاً من أقاربه ما حصل في الحي الشمالي صبيحة الثلاثاء الماضي بـ"الكابوس المرعب" بعد استهدافه بمواد سامة من قبل قوات النظام، ما أدى إلى إزهاق أرواح عشرات المدنيين ومئات المصابين. وروى الناشط "عبد العزيز اليوسف"، الذي فقد عدداً من أبناء عمومته وأسرهم لـ"زمان الوصل" أن أهالي الأحياء القريبة سمعوا أصوات أربعة انفجارات في المدينة ولم يبالوا للأمر لأنهم اعتادوا –كما يقول- على قصف طائرات النظام، ولم يتوقعوا أن يكون القصف بمواد سامة.
وأردف أن المسعفين ورجال الإنقاذ توجهوا إلى مكان الضربة في المنطقة الشمالية بمدينة "خان شيخون" بعد سماع نداءات المراصد لإسعاف المصابين وإخلائهم، مؤكدا أن عدداً من المسعفين تعرضوا بدورهم لاستنشاق الغاز وسقطوا مغمياً عليهم قبل الوصول إلى المنطقة المستهدفة بـ 200 م، وشاهد من نجا منهم عدداً كبيراً من الضحايا تجاوز 80 مدنيا ممن تم توثيقهم بالاسم.
ولفت "اليوسف" إلى أن "الضحايا كانوا لدى الوصول إليهم في حالات ارتجاف شديد وازرقاق في لون الوجه وخروج زبد من أفواههم وضيق تنفس واختلاجات قوية"، مشيرا إلى أن أغلب المصابين "استشهدوا في منازلهم لصعوبة الوصول إليهم بسبب انتشار الغاز".
وتوزعت الإصابات التي أُسعفت -حسب "اليوسف"– على حوالي 10 نقاط ومستشفيات طبية في أنحاء مختلفة من المناطق المحررة، بما فيها معبر "باب الهوى" والداخل التركي.
وأوضح "عبد العزيز اليوسف" أن المشافي الميدانية في إدلب وريفها امتلأت على آخرها بالمصابين، لافتا إلى أن قوات النظام بعد أن قصفت "خان شيخون" بالمواد السامة لاحقت المصابين ممن لازالوا على قيد الحياة لتقصفهم مجدداً في المشافي التي أسعفوا إليها مع مسعفيهم.
وأشار إلى أن أربعة مشافٍ كانت تضم عشرات المصابين تم استهدافها بعد الضربة الأولى، بالإضافة إلى النقطة الطبية الوحيدة في "خان شيخون" التي خرجت عن الخدمة.
وكشف "اليوسف" أن ابن عم له أسعف كامل عائلته من الطابق الثاني في المبنى الذي يسكنه ووضعهم في السيارة، وما إن تحركت لمسافة 100 م حتى أصيب بحالة إغماء فتولى قيادة السيارة شخص آخر لم يلبث أن أصيب بالإغماء هو الآخر بعد أمتار قليلة.
وسرد محدثنا قصة ابن عم ثانٍ له حاول إسعاف طفله الصغير الذي لم يتجاوز الخامسة من عمره من الطابق الذي يسكن فيه، وما إن وصل إلى الشارع وقبل أن يضعه في السيارة سقط مغشياً عليه فوق طفله ليلحقا بعائلتهما التي رحلت قبلهما بدقائق، ولم يبق من العائلة -كما يقول- سوى شاب في الـ17 من عمره، ومن ضحايا المجزرة طفلة لم تتجاوز العاشرة من عمرها عُثر على جثتها في حديقة المنزل عند الغروب وقد توفيت بعد أن قضى والدها وهو يسعف مصابي المجزرة.
وذكر الناشط أنه عُثر على عائلة كاملة وقد فارقت الحياة بعد كسر باب منزلهم، مؤكدا أن عوائل كاملة عُثر على جثث أفرادها في المغاور التي لجؤوا إليها بالقرب من الحي المستهدف.
وأضاف بنبرة مؤثرة أن "من يعيش تلك اللحظات يعجز عن التعبير عنها وخاصة عندما يرى الناس وهم يسقطون فجأة مغشياً عليها بعد أمتار دون دماء أو شظايا أو قصف وكأن الناس في حلم مخيف أو كابوس مرعب".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية