أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

إهانة مراسل مؤيد تنفض الرماد عن جمر النزاع الشيعي العلوي المشتعل في سوريا

"كزو"

كشف حادث اعتداء تعرض له أحد إعلاميي النظام عن حجم الشرخ الذي يعتري علاقة فئة من الشيعة بالعلويين، لاسيما شيعة نبل والزهراء ممن يعتبرون أنفسهم الرقم الصعب الذي اعتمد عليه النظام في معاركه بحلب.

وروى، هيثم كزو، مراسل قناة "سما" (الدنيا سابقا)، والمتحدر من بلدة نبل الشيعية كيف تعرض للضرب والإهانة والشتم على حاجز يتبع لمرتزقة العميد "سهيل حسن" من مرتبات القوى الجوية، موضحا –أي كزو- أنه رأى بأم عينه كيف تمر سيارة ما عن حاجز "باشكوي-دوير الزيتون" دون تفتيش، لأن صاحبها رشا مسؤول الحاجز بعلبة دخان، فيما نفس هذا المسؤول أوقف "كزو" ولم يكترث بكونه "صحافيا".
وتابع "كزو": "أن يكون أحد المراسلين مستعجلا، فيجب أن يصطف على الدور نصف ساعة، وعندما يتقدم إلى مسؤول الحاجز ليقول له بأنه سيتأخر عن عمله يكون الجواب انقلع ولاك أخو الش....".

وفصل مراسل قناة "سما" أكثر، راويا ما وقع معه بلهجة عامية: "وأنا طلعان عحلب ومتأخر وواقف على حاجز دوير الزيتون قبل حلب في زحمة سيارات مابتخلص بنص ساعة، دوبلت الدور وقلتلو أنا مراسل سما ومتأخر ولا بقلي نقلع قلتلو عيب لاتقول نقلع قلي نقلع ولاك أخو الشر....ة، قلتلو واحد متلك أخو .... فضربني وكسرلي الهوية فدافعت عن حالي وضربتو فتجمع الحاجز علي وحطوني بالأرض ونزلو فيني ضرب... وعندما تدخل الناس ليبعدوا عناصر الحاجز عني قام العناصر بسحب بواريدهم وتهديد الناس.. وعندما أردت أن أتكلم بالهاتف اخذوا مني الهاتف وسرقوا بطارية الجهاز".

وأرفق "كزو"كلامه بصورة لبطاقته الشخصية التي تم كسرها من قبل عناصر الحاجز، وهو في عرف النظام "جرم" كان وما زال يعاقب كل من يفعله (حتى ولو بكسر بسيط) بالاعتقال والإذلال.

وتعقيبا على قصة "كزو"، انهالت كثير من التعليقات شتما على جيش النظام و"الدولة"، وعلى فسادهم الكبير وذممهم التي تشرى بثمن بخش، وعلى "خيانتهم" وتنكرهم لـ"تضحيات" أهل نبل والزهراء، ودماء "شهدائهم" التي ذهبت في سبيل الدفاع عن بشار وتثبيت نظامه.

ولفتت فئة من المعلقين الشيعة، المنتمين إلى نبل والزهراء، إلى أن على أهل المدينتين الانتفاض على حاجز دوير الزيتون واقتلاعه، لأنه يهين شيعة البلدين، محملين مسؤولية السكوت عن هذه الإهانات إلى "الحاج جواد"، في إشارة إلى "العميد جواد غفاري" المكلف من مليشيا "فيلق القدس" الإيراني بإدارة شؤون البلدتين، والإشراف على أمنهما.


وأعادت قصة الاعتداء على "كزو" لأذهان البعض قصة التخلص من المراسل "رضا الباشا" مؤخرا، وطرده من قناة "الميادين" بعد أن تحدث جهارا عن فساد عريض وشراء ضباط في النظام لفتح طريق تهريب إلى حلب مقابل مليار دولار سنويا، وهي الحادثة التي أظهرت انقساما علويا-شيعيا جديدا، حيث إن "الباشا" المحسوب على إيران كان يتحدث عن فساد أشخاص بعينهم، وتحدث قبله عن "التعفيش" وسط حلب بعد اجتياحها من جيش النظام، وهو ما اعتبره النظام بمثابة حركة "تعليم" على العلويين وإظهارهم بمظهر اللصوص، فما كان من مخابرات الأسد إلا أن وجهت وزير إعلام النظام لإصدار قرار بوقف "الباشا" عن العمل، دون تقديم تبريرات للقرار، سوى القول بأن "الباشا" خالف قوانين الإعلام.

ويبدو أن حادثة الاعتداء على "كزو" تندرج ضمن محاربة نظام الأسد للإعلاميين "الشيعة" التابعين لإيران، حسب رأي شريحة من أهل نبل والزهراء، الذين قالوا إن "كزو" سيلقى مصير "الباشا" في الطرد والاستبعاد، لكلامه العلني عما حصل له، وهو ما يعده النظام بشكل أو بآخر "تأليبا" شيعيا ضد العلويين.
ورغم كل التحالفات القائمة بينهما، فإن الشيعة ومليشياتهم اصطدموا أكثر من مرة بموالي وعناصر النظام لاسيما من العلويين، وكانت مناطق مثل يبرود والسيدة زينب (ريف دمشق) وحلب شاهدة على إشكالات ونزاعات بين الطرفين.

وكشفت مشكلة "كزو" عن مدى استياء شيعة نبل والزهراء من تصرفات حواجز النظام المحيطة بهم، والتي تديرها نخبة طائفية، لا تتورع عن طلب الرشا علناً وبكل جرأة من الأهالي، دون أن تقيم أي وزن لكون هؤلاء الأهالي من الشيعة الأشد ولاء وتضحية في سبيل النظام.

ويبدو النزاع العلوي- الشيعي على حكم سوريا والتحكم بها أمرا واقعا ومعاشا كل حين، وهو في أغلب الأحيان يجري تحت السطح أو "على السكيت"، حرصا من الطرفين على إظهار عمق تحالفهما، وتجنبا لأي صراعات ليس هناك مجال لفتحها في الظرف الراهن.. ولكن هذا الصراع يأبي إلا أن يظهر في المواقف والتصرفات الارتجالية وزلات اللسان، كقول ضابط علوي لأحد الشيعة وهم يهم بالمرور على الحاجز: "إنتو الشيعة مفكرين حالكن صرتو دولة، هون مافي دولة غير الدولة العلوية".

زمان الوصل
(182)    هل أعجبتك المقالة (145)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي