عادت سفن مولدات الكهربائية الإيرانية التي قدمت لتزويد المدن الساحلية بالطاقة أدراجها، بعد أن منعت روسيا التوقيع على اتفاق بتأجير منطقة "وادي قنديل" الساحلية شمال اللاذقية لمدة 99 عاما لوزارة الدفاع الإيرانية.
*الأسد يعرض الساحل للبيع
تمكنت "زمان الوصل" من الوقوف على حقيقة الاتفاق الذي كانت حكومة نظام الأسد تنوي التوقيع عليه مع الحرس الثوري الإيراني في بداية هذا العام، لتأجيره منطقة "وادي قنديل" لمدة قرن.
نشر "علي ملحم" على صفحة "الفساد في اللاذقية" في بداية هذا العام خبرا مفاده "أن إيران لم تقبل بتزويد سوريا بالكهرباء من مولدات السفن الموجودة على الشاطئ السوري إلا بعد أن أخذت وادي قنديل لتجعله مرفأ لتجارتها...".
تابع الناشط الإعلامي "محمد الساحلي" هذا الخبر وبدأ البحث عن حقيقته، وتمكن من الوصول إلى معلومات من مصدر مسؤول في حكومة النظام في اللاذقية (نتحفظ على ذكر اسمه) الذي أخبره "بالفعل تمت إحالة كتاب من رئاسة مجلس الوزراء إلى محافظة اللاذقية لتحديد منطقة في الشاطئ الشمالي لمدينة اللاذقية بالقرب من "وادي قنديل"، يمكن تأجيرها لدولة إيران مقابل تزويد المدن الساحلية بالكهرباء".
وأضاف "تم تشكيل لجنة من عدة مهندسين لدراسة الأمر، وتحديد منطقة بطول 3 كم على الشاطئ بالقرب من الميناء الخاص بـ"بشار الأسد وإخوته" (قصر الباسل) وبعمق 3 كم، إلا أنه بعد عدة أيام من تشكيل اللجنة التي باشرت عملها جاء أمر معاكس لتوقيف العمل وحل اللجنة مع التعليل بأن الأمر يتعارض مع العمليات العسكرية التي تجري في ريف اللاذقية".
*روسيا صاحبة السيادة
وأردف المصدر "توجهت اللجنة إلى المكان المقصود قبل يوم من وصول أمر التوقيف، وتفاجأت بوجود دورية من عدة سيارات تقل ضباطا وعناصر روس على الطريق، قبل الوصول إلى المنطقة المحددة مع مترجم، أوقفتهم واستفسرت عن وجهتهم، ومنعتهم من التقدم، وأخبرتهم أن هذه المنطقة تحت السيطرة الروسية، وهي منطقة عسكرية يمنع الدخول إليها أو التصوير، فعادت اللجنة ووضعت المكتب التنفيذي للمحافظة بالصورة".
وأكد الساحلي لـ"زمان الوصل" نقلا عن موظف في ديوان المحافظة وصول أمر من القيادة العسكرية الروسية في "حميميم" إلى ديوان المحافظة، يمنع فيه إجراء أي عقود مع الشركات الإيرانية لتزويد المحافظة بالكهرباء، أو تقديم الخدمات لقاء أي مقابل يتضمن وجودا إيرانيا، سواء كان عسكريا أو نشاطا اجتماعيا أو دينيا.
*السفن العائدة تثير غضب الموالين
وأكد الموظف "محمد م" في مرفأ اللاذقية لـ"الساحلي" وصول عدة سفن إيرانية لتوليد الكهرباء للمياه الإقليمية قبالة الشاطئ، وكانت إدارة المرفأ ومديرية كهرباء اللاذقية تقوم بتجهيز التمديدات اللازمة من أجل وصل الكهرباء من السفن مع محطة تحويل "سنجوان".
وأثار امتناع السفن الإيرانية عن تزويد المحافظة بالكهرباء "إلا بعد التوقيع على الاتفاق وتسليم المنطقة" ردود فعل متناقضة في الشارع الموالي لنظام الأسد، فمنهم من اعتبر "أن الموضوع يتعلق بالمصالح ومن حق إيران أن تثبت وجودها العسكري على الساحل السوري كمكافأة لها على ما تقدمه للقضاء على الثورة السورية، وأنه "لولا ايران لكانوا الآن يباعون في سوق النخاسة" وفقا لتعبير "عماد أحمد" على صفحته الشخصية".
بينما اعتبر قسم آخر "أن إيران تريد احتلال سوريا، وهي تخوض حربا سياسة ومصالح مع روسيا أكبر من الحرب التي تخوضها لصالح نظام الأسد".
واعتبرت معظم الآراء التي تكتب بـ أسماء وهمية "أن الأمر يتعلق بالسيادة السورية والأرض السورية التي يتم بيعها لقاء المحافظة على كرسي بشار الأسد، وأن الحل لقضية الكهرباء وكل ما نجم عن الحرب له وهو رحيل الأسد، وجلوس السوريين مع بعضهم للوصول إلى حل يرضي الجميع".
اللاذقية – زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية