خرج عبد الباري عطوان في حديثه عبر "يوتيوب" هذا الأسبوع عما وراء قمة عمان على اعتبار أنها كما وصفها "أخطر قمة عربية" على الإطلاق، وأن الحدث الأهم فيها هو لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزبز، ولتتم مصالحتهما دون أي إحراج لأي الطرفين.
الخطوة الأهم التي سيصار إلى تنفيذها هي تشكيل حلف خماسي يضم أربع دول عربية هي مصر والسعودية والأردن والإمارات وطرف خامس خفي هو الأقوى (إسرائيل) لمحاربة إيران، وسيتم التحضير له خلال الزيارات المتتابعة للحكام العرب بدءا من الرئيس المصري لواشنطن، حيث تدير الولايات المتحدة الأمريكية حربها على إيران بأيدٍ عربية بعد إعلان المصالحة التاريخية مع إسرائيل بموافقة فلسطينية يوقعها محمود عباس.
هذا باختصار هو السيناريو الذي يقدمه عطوان كشهادة تاريخية يبلغها للعرب النائمين الذين هم على حد وصفه في لحظة انهيار عسكري واقتصادي، فسوريا والعراق منهارتان، وأموال العرب استنفذت وأصبحت دول الخليج في مديونية، وهي أي هذه المرحلة هي اختيار إسرائيلي -أمريكي في ظرف لا يتكرر لإعلان نهاية القضية الفلسطينية.
ألا هل بلغت؟ ينتهي بيان الممانعة الناطق باسمه عطوان، ولكن هذا البيان لم يأت على ذكر حزب الله ولا الميليشيات الطائفية ولا الأطماع الإيرانية، ولا قتلى العرب ومشرديهم ومهجريهم على يد فريقه الممانع من "قم" إلى الضاحية الجنوبية، ولكنه يعتقد أن مجرد دس اسم اسرئيل في المؤامرة السنية هو إدانة، وفي نفس الوقت تبرئة لمحور إيران الممانع ويعطيه شهادة حق في اغتصاب العواصم العربية التي تعترف هي باغتصابها.
إذا سلمنا بتحليل عطوان لما بعد قمة عمان يبقى السؤال: من أوصل العرب والمنطقة إلى ما هي عليه، ومن حشد وقتل واستدعى شياطين الأرض لحماية نظام قاتل في سوريا في نفس الوقت الذي تقول فيه أمريكا لم يعد تنحي الأسد أولوية أمريكية، وتجاريها فرنسا وبعض دول العالم، ويقف معه في عدوانه دول عظمى كروسيا والصين وتدافع عنه مجازره عسكرياً وسياسياً؟.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية