لم تكد صورة الشاب المتجرد من ثيابه والمدمى وسط حلب تلقي بظلالها الكئيبة على نفوس من شاهدوها، حتى ورد إليهم مقطع لايقل بشاعة يوثق إقدام لاجئ سوري على إحراق نفسه في إحدى مخيمات اليونان.
المقطع الذي تم التحقق من صحته، أظهر شابا، قالت الأنباء إن عمره 29 عاما، وهو يحمل وعاء بلاستيكيا كان مملوءا بالوقود، سبق أن سكب جزءا منه على قميصه.. ووسط جدال مع أحد عناصر الشرطة، انقض عنصر آخر على الشاب الذي سارع لإشعال النار في نفسه.
وقد أتت النار على معظم جسد الشاب، وأصابت 85% من جسمه بحروق حرجة، وفق ما أكدت مصادر طبية يونانية، بعد نقل الشاب إلى المشفى.
ووقع الحادث ظهيرة يوم الخميس في مخيم "فيال" بجزيرة "كيوس" اليونانية، حيث يقبع آلاف اللاجئين السوريين الحالمين بالخروج نحو أوروبا الغربية.
اللافت أن الشاب الذي أضرم في نفسه النار لم يمض على وصوله إلى "كيوس" سوى نحو أسبوع، وأن الحادثة جاءت بعد 3 أيام من انتحار لاجئ سوري (25 عاما) في ميناء "بيرايوس" قرب العاصمة اليونانية "أثينا".
ويتكدس في اليونان نحو 62 ألف لاجىء ومهاجر يشعرون بأنهم في سجن كبير، حيث أحكمت اليونان طوقها عليهم ومنعتهم من التوجه نحو أوروبا، كما كان يحدث سابقا، قبل أن يتم توقيع اتفاق أوروبي-تركي، استخدم بمثابة حائط صد أمام موجات اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.
ويتفق معظم المهتمين بشؤون الهجرة واللجوء أن عشرات الآلاف المكدسين في اليونان يعانون من ضغوط نفسية رهيبة، فضلا عن شروط معيشية أقل من المستوى الذي يسمعون به عن أوروبا والعالم المتقدم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية