أحدثت صورة شاب مجرد من ثيابه وسط أحد شوارع حلب والدماء تسيل منه.. أحدثت صدمة في أوساط الكثير ممن شاهدها، رغم أن السوريين عاينوا من الأهوال ما يتعدى أعتى الصدمات.
الصورة التي أقرت بصحتها مواقع موالية، أظهرت شابا متعريا من ملابسه وسط شارع في حي السليمانية بحلب، وإلى هذا الحد فقط اتفقت كل الروايات تقريبا، لكنها اختلفت فيما بعد اختلافا بيّناً حول دواعي التجرد وسبب سيل الدماء من جسد الشاب.
فقد أرجع الموالون تعري الشاب إلى مرض نفسي ألم به (التوحد)، ودفع به للنزول وسط الشارع بهذه الهيئة الخادشة لكل عرف وحياء، بل وأغراه بجرح جسده حتى سال الدم منه، قبل أن يحضر رجال الشرطة إلى المكان ويغطوه ببطانية ثم ينقلوه إلى المشفى.
أما رواية المعارضين فقالت إن الشاب فعل ذلك هربا من سوقه إلى التجنيد الإجباري في جيش النظام، حيث فضل إيذاء نفسه -عبر قطع عضوه الذكري- على أن يصعد مع عناصر الشرطة العسكرية الذين كانوا يحاولون اقتياده بالقوة.
ومع صعوبة التحقق من صحة التفاصيل الواردة في إحدى الروايتين، أو حتى كلتيهما، يبقى الثابت أن نفسية الكثير من السوريين شيبا وشبانا باتت هشة إلى درجة خطيرة، نتيجة أهوال الحرب ومآسيها، وهيمنة موجة من التناقضات الصارخة التي تتجاوز قدرة النفس على تفسيرها واستيعابها.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية