أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

( 12 تشرين الثاني 1918 ) ... كريم الدين فاضل فطوم


ربيع الغزو العثماني ( التركي ) للمنطقة العربية انتهى في هذا اليوم وغادر اّخر جندي لجيش
الفتح العثماني الأراضي السورية , هذه المناسبة تمر كل عام كغيرها من المناسبات إلا أن
ما يميزهاعن المناسبات البقية والتي تدخل في نفس الموضوع ( الإحتلال , المجازر , التدمير
المشانق , الإعدامات ........إلخ )هي ميزة تبكي أكثر ما تضحك , وتضحك أكثرما تبكي :
أربعمائة عام .....بالفعل إنها تضحك وتبكي ... !
استبيحت الأرض العربية بطولها وعرضها جبالها وسهولها مدنها وقراها .....تحت ستار
الأخوة بالدين كانوا يسلخون جلودنا وتحت ستار الفتح برزت نزوات الباب العالي التي
سطرت التاريخ المظلم الأسود لقادة الغزو التركي في التخلف والجهل والغباء والذي خيم
على الإمبراطورية العثمانية ومستعمراتها هذا الجانب المبكي .
أما المضحك بالقرون الأربعة من عمر العرب تحت نير الإستعمار التركي الأسود
أنه أخرجنا من التاريخ وأدخلنا الكهف لننام على وقع حوافرخيوله وطبول الأستانة
لنستيقظ على هدير الدبابات والطائرات للرسام ( سايكس ) والخطاط ( بيكو ) ومن لف
لفهم من الطليان والإسبان و......إلخ .....أربع مائة عام من النوم وبقوة السياط !
هكذا يكون الفتح وهكذا تبنى الإمبراطوريات , وهكذا أيضاً تتقهقر وتندثر ....
نحن أمة لن يضحك التاريخ عليها مرتين , ولن ننام في الكهوف مرتين ....
ويجب أن يبكيهم التاريخ اّلاف المرات . 



(111)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي