أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فنان سوري يقدم "اسكتشات" انتقادية في ألمانيا

الفنان محمد وانلي

عمل الفنان والإعلامي السوري "محمد وانلي" مذيعاً في عدد من الإذاعات السورية قبل أن يلجأ إلى ألمانيا ليبدأ هناك رحلة فنية جديدة تمثلت في تقديم "اسكتشات" انتقادية ساخرة على "يوتيوب" ومنها مسلسله "مين أنت". 

تخرّج وانلي وهو من مواليد حمص 1983 من كلية الإعلام قسم الصحافة بجامعة دمشق عام 2005، ثم عمل مذيعاً في العديد من الإذاعات السورية، وشارك في العديد من المسلسلات ومنها "وادي السايح" 2010 و"زمن البرغوث" الجزء الثاني 2012 و"في حضرة الغياب" 2011 و"ولادة من الخاصرة 2012".

كما قدم فيلماً بعنوان "مرحبا أنا لاجئ" وكان لمشاركته في الثورة السورية ثمن لا بد من سداده حيث خسر عمله وحريته وتم اعتقاله لخمس مرات متتالية بين عامي 2011 وعام 2014، حتى اضطر للجوء إلى ألمانيا لمحاولة إكمال مسيرته التي يطمح إليها، حيث كتب وأخرج مسرحية صامتة بعنوان "ألف ثورة وثورة" تحكي عن الثورة السورية من منظوره الخاص، وشارك فيها شبان وأطفال سوريون ليس لديهم أي خبرة مسرحية سابقة، قام بتدريبهم وتعليمهم مهارات الأداء التمثيلي –كما قال لـ"زمان الوصل"- مشيراً إلى أن تجربته الخجولة في المسرح أفادته في اسكتشاته وأعماله اللاحقة في ألمانيا حيث يعيش.

وهناك –كما يقول- اتجه لتقديم أمسيات قصصية لتعريف المجتمع الألماني بالسوريين بطريقة إيجابية، ولاقت هذه الأمسيات -كما يؤكد- استحساناً من الجمهور الألماني واللاجئين على حد سواء.

غير أن أبرز محطة في تجربة وانلي الفنية هي تقديم حلقات انتقادية ساخرة حملت عنوان "مين أنت" ومما شجعه على خوض هذه التجربة–كما يقول- انتشار فيديوهات "يوتيوب" على نطاق واسع واهتمام المتابعين بها على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف محدثنا أنه كان يضمر انتقادات كثيرة لعادات مجتمعنا الخاطئة، وهذا ما شجعه على تسليط الضوء عليها من خلال سلسلة حملت عنوان "مين أنت" كمحاولة لإصلاح ما يمكن إصلاحه.

وعزا السبب الأساسي لاختياره هذا الاسم عنواناً لسلسلته إلى "تحجيم الأشخاص الذين يمارسون أفعالاً لا إنسانية غالباً"، مشيرا إلى أنت الهدف تنبيه هؤلاء الأشخاص بأنهم لا يختلفون عن غيرهم ولذلك لا يجب أن يتعالوا أو يتصرفوا بفوقية مع الآخرين.

ولفت إلى أنه لمس ردات فعل إيجابية عموماً ولم يخلُ الأمر من انتقادات للبرنامج. 
وأشار "وانلي" إلى أنه لا يجد صعوبة في استقاء الأفكار لأن "مجتمعنا مليء بالمصائب والثغرات والأخطاء التي تتطلب أن نسلط الضوء عليها وننبه الناس إليها".

ومن البرامج الانتقادية التي قدمها "وانلي" مسلسل "يا أنا يا أنت"، وهو عبارة عن 9 حلقات منفصلة تضمنت كل حلقة منه موضوعاً مختلفاً من تأليف عدة كتّاب، ولكنه تولى التصوير والإخراج والمونتاج إضافة إلى التمثيل مع شاب سوري.

ولفت محدثنا إلى أن مسلسله "يتناول الخلاف الدائم بين المؤيدين والمعارضين بطريقة كوميدية ساخرة ، مشيراً إلى أن التحدي الأهم الذي واجهه في عمله الفني عدم وجود التقنيات اللازمة لإنتاج عمل كامل متكامل، فهو -كما يقول- يفتقر لكاميرا تفي بالغرض ويضطر للعمل بكاميرا عادية جداً، كما يفتقر لمعدات إضاءة فيضطر للتصوير بجانب نافذة في منزله ليستفيد من الضوء الخارجي، إضافة إلى افتقاره لبرنامج مونتاج احترافي أو من يساعده في المونتاج.

والمهمة الأصعب -حسب وانلي- هي عدم وجود دعم كافٍ لنشر الفيديوهات وإيصالها لأكبر شريحة من الناس ويكتفي حالياً بالأصدقاء الداعمين القلائل من حيث المشاركات والتعليقات.

ورأى "وانلي" أن بعض تجارب البرامج الساخرة أساءت للثورة السورية وقدمت صورة سلبية عن السوريين وبخاصة في بلدان اللجوء عازياً ذلك إلى افتقار بعض مقدمي هذه البرامج لخلفيات ً ثقافية أو مواد هادفة لتقديمها، معتبرا أن كل ما يهمهم "جمع اللايكات والمشاهدات وهم يقعون في الأخطاء التي تُنسب بشكل أو بآخر إلى الثورة السورية".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(234)    هل أعجبتك المقالة (174)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي