أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قريب ضابط منشق يروي قصة هروبه بطائرة "ميغ 21" إلى الأردن في الثمانينات و"اختفائه"

العبد - زمان الوصل

في التاسع عشر من أيلول سبتمبر عام 1980 حطت طائرة من طراز "ميغ 21" في مطار "ماركا" شرق العاصمة الأردنية عمان يقودها الضابط المنشق "عبد العزيز العبد" بعد أن فر من مهمة تدريب عادية.

وكان "العبد" أحد الضباط المعارضين الذين حاولوا الانقلاب على نظام "حافظ الأسد" آنذاك وأدت المحاولة التي فشلت في تحقيق هدفها إلى القبض على العشرات من الضباط وإيداعهم السجون ومقتل آخرين وإن كان "العبد" قد نجا بنفسه، إلا أنه واجه مصيراً مجهولاً فيما بعد، وترددت أنباء عن مقتله مع مجموعة من الضباط كانوا في طريق عودتهم إلى سوريا. 

ولد الطيار "عبد العزيز العبد" عام 1951 في قرية "طلافح" في منطقة "جبل سمعان" بريف حلب الجنوبي، ودرس الإعدادية في مدينة "سراقب" والمرحلة الثانوية في حلب وبعد ذلك تطوع في الكلية الحربية، ونال بعد تخرجه المركز الأول على مستوى سوريا ليلتحق بعدها بالقوى الجوية، وتابع تسلسل الرتب حتى وصل إلى رتبة رائد وقائد سرب طيران في مطار خلخلة العسكري الواقع في ريف السوداء الشمالي (جنوب سوريا). وكان من أصحاب الخبرة والمهارة في الطيران والتحليق.

وروى قريب للضابط المنشق، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"زمان الوصل" إن قريبه كان يعمل ضمن أحد تشكيلات الضباط السوريين في تلك الحقبة الذي كان يسعى لقلب نظام حافظ الأسد نتيجة، ما رأى وشاهد من الظلم.

ورداً على تحويل الجيش السوري إلى جيش طائفي والتصفيات التي طالت رفاقه من الضباط السنة، وكان هو ومجموعة من الضباط يخططون لعمل شيء، وأحسوا أن النظام كشفهم وبدأت التصفية فعلاً. وآنذاك انشق الرائد "عبد العزيز العبد" بطائرة "ميغ21" الروسية مع ضابط آخر برتبة نقيب يُدعى "مأمون النقار"، وحطّا في عمان فجُنّ جنون النظام واعتقلت مخابراته والد الرائد المنشق "حمد العبد" الذي كان في العقد السابع من عمره ليقضي في سجن "الآمرية" العسكري بدمشق تحت التعذيب بعد عام ونصف من اعتقاله انتقاماً من ابنه، وبعد استشهاده تم إبلاغ أهالي القرية بأن يأتي أحد لاستلام جثته، ولكن لم يجرؤ أحد على الذهاب لفترة من الزمن حتى ذهب بعدها رجلان مسنان بعد تطمينات من صديق لهم يعمل في الدولة.

وكشف محدثنا أن "أجهزة المخابرات دأبت على زيارة منزل الرائد "عبد العزيز" بشكل دوري دائما وكانت آخر زيارة لهم في رمضان عام 2011 وتكرر نفس السؤال أين هو وكان المقصود الابتزاز للحصول على رشوة كعادتهم".

وأشار قريب الطيار المنشق إلى أن نظام الأسد كان يتهم عائلته بالخيانة وكانوا يتعرضون لتمييز من قبل المدرسين البعثيين عملاء النظام ومنع أبناء العائلة من ممارسة جميع النشاطات المدرسية، كما منع الكثيرون من أقارب "العبد" من استلام أي وظائف أو تولي مناصب مهما كانت صغيرة.

وأشار محدثنا إلى أن عائلة الرائد "العبد" كانت تخاف النظام كثيراً لشدة ما رأت من تعذيب وقتل وإجرام، ولم تجرؤ على البحث والسؤال عنه أو معرفة مصيره طوال تلك السنوات. 

بعد أن حطّت طائرة الرائد "العبد" في عمان اختفت أخباره –كما يقول قريبه– وعلمت والدته المسنة عن وجوده في العراق، فلحقت به بحثاً عنه، ولكنها لم توفق في لقائه وثمة من يقول إنه ترأس مجموعة من الضباط ودخلوا إلى سوريا عن طريق مدينة "البوكمال" لمحاربة النظام، وفي الطريق علقت سيارتهم في الرمال المتحركة وطلبوا المساعدة من أحد الأهالي الذي ادعى أنه سيجلب جراراً زراعياً لسحب السيارة، ولكنه أبلغ عنهم قوات النظام واشتبكوا مع عناصرها لمدة طويلة وقتلوا منهم واستشهدوا جميعاً بحسب معلومات نٌقلت لعائلته فيما بعد.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(316)    هل أعجبتك المقالة (343)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي