شرع نظام بشار الأسد في تشغيل منظومة اعتراض هدفها تدمير الصواريخ والقذائف المتساقطة فوق مناطق المولاة في الساحل، ولاسيما القرداحة وجبلة، في خطوة تعيد إلى الأذهان مشروع "القبة الحديدية" التي اعتمدتها تل أبيب لحماية مستوطناتها من القذائف الصاروخية التي تطلقها حركات المقاومة الفلسطينية.
ووفقا لشهادات ومعلومات متواترة من الساحل، فقد تم استخدام منظومة الاعتراض لأول مرة صباح يوم الاثنين، حيث سمع سكان المناطق المحيطة صوت انفجارات، ناجمة عن تفجير قذائف صاروخية تم اعتراضها، بينما قال آخرون إنهم شهدوا تلك الانفجارات بالعين المجردة.
ولم يتضح بعد ما إذا كان النظام نفسه هو الذي يتولى تشغيل هذه المنظومة، أم إن الروس الذين يتمركزون في الساحل ويتخذون قواعد ثابتة وضخمة هم من يقومون على المنظومة، كما لم يتضح ما إذا كان هذا التشغيل مؤقتا ومرهونا بتساقط القذائف على مراكز روسية حصرا، حيث يغمز بعض الموالين من قناة النظام الذي يترك حاضنته الطائفية عرضة للقذائف ولا يكترث لها، بينما يسارع لحماية الروس ومداراتهم بكل وسيلة، تماما كما يداري المصاب بالرمد عينيه.
وشهدت الأيام الماضية تساقطا متكررا للقذائف الصاروخية فوق مناطق المولاة في ريف اللاذقية، بالتزامن مع احتدام المعارك في دمشق وحماة، وسط تعتيم من النظام عن حجم الخسائر البشرية التي أوقعتها تلك القذائف.
وفي عام 2007 توجهت تل أبيب لاعتماد نظام اعتراض سمته "القبة الحديدية"، لتضعه في الخدمة الفعلية ربيع 2011.
ورغم التكاليف الباهظة لهذه "القبة" والتقارير التي نشرت عن قدراتها "الخارقة" في اعتراض الصواريخ والقذائف، فإنها بقيت عاجزة عن تأمين "حماية" تامة للمستوطنات والمناطق المحتلة، وهذا ما جعل القائمين على مشروع المنظومة عرضة للانتقادات المتواصلة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية