ينظر معظم السوريين –إن لم يكن كلهم- إلى الإيرانيين الذين يقاتلون على الأرض السورية نظرة عداوة وبغض، باعتبار هؤلاء الإيرانيين من لون وصنف واحد، وهو الصنف الذي يقاتل مع نظام بشار ويدعمه، ويمده بمختلف الوسائل المعينة على قتل وتهجير البشر وتدمير الحجر.
ولكن في سوريا صنفا آخر من "الإيرانيين" الذين لم يسلط الإعلام الضوء عليهم، يقومون بعمل مغاير تماما لعناصر الملالي، حيث يشاركون في القتال لإسقاط النظام، الذي يبدو رأسه في دمشق بينما تمتد جذوره إلى طهران وقم.
هؤلاء الإيرانيون "المختلفون" تمثلهم "حركت مهاجرين أهل سنت إيران"، التي تعني حركة مهاجري أهل السنة في إيران، وهي مكون من مكونات هيئة تحرير الشام التي أعلن عن تشكيلها مؤخرا، بوصفهم فصيلا من فصائل "جبهة فتح الشام"، التي عرفت طويلا باسم "جبهة النصرة".
ورغم أن فصيل "حركة مهاجري أهل السنة في إيران"، شارك - وما زال- في العديد من المعارك ومواقع الرباط، إلا أنه بقي بعيدا عن الأضواء، تارة بفعل تقصير الإعلام، وتارة أخرى –ربما- بسبب طغيان النموذج الذي ينادي بالثأر للحسين رضي الله عنه، ويستل سيف شمر بن ذي الجوشن (قاتل الحسين) في وجه كل مقهور، وهي الصورة النمطية التي التصقت بأهل "فارس"، لاسيما بعد الانقلاب الخميني.
ففي صيف 2016 مثلا، وخلال معركة فك الحصار عن حلب شاركت "حركت مهاجري أهل السنة" بفعالية وقدمت عددا من "الشهداء"، غالبيتهم من القومية الكردية، علما أن الحركة تضم قوميات أخرى (مثل البلوش).
وفي معركة حماة التي تدور رحاها هذه الأيام (تحت اسم: وقل اعملوا)، تساهم "حركة مهاجري أهل السنة" في مواجهات لم تكن لتغيب عنها مليشيات إيران، ما يعطي للمعركة بعدا آخر، ويتيح أمام السوريين فرصة للتعرف على إيرانيين لم تصبهم لوثة الخميني.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية