انتهى يومان من جلسات مفاوضات جولة "جنيف 5" بين المبعوث الأممي "ستيفان دي ميستورا" وبين وفود المعارضة والنظام ومنصتي القاهرة وموسكو على أن يشهد يوم غد الاثنين لقاءات بين الوفود و"رمزي رمزي" نائب المبعوث الأممي دي ميستورا الذي سيحضر افتتاح القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة الأردنية عمان، حيث يجري لقاءات مع وزراء خارجية عرب على هامش الاجتماعات التحضيرية ليعود بعدها إلى جنيف مساء لاستكمال الجولة الخامسة.
المبعوث الأممي إلى سوريا وخلال الجلسة الأخيرة مساء أمس السبت قدم لوفد المعارضة وثائق تتعلق ،بحسب مصادر، برؤية الأمم بـ"الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب"، إلا أن الوفد رفض تسلمها كتعبير عن إصرارها على بحث سلة الحكم والانتقال السياسي كأولوية خلال هذه المفاوضات.
وفي هذا السياق قال عضو وفد المعارضة إلى جنيف "حسن عبد العظيم" إن المعارضة تقدمت خلال اجتماعاتها مع المبعوث الأممي "ستيفان دي ميستورا" "بمذكرة تتعلق بهيئة الحكم الانتقالي وصلاحياتها والمؤسسات التابعة لها، وبالوقت نفسه هناك إبداء استعداد لمناقشة المحاور أو السلال الأخرى المتعلقة بالدستور والانتخابات والتي لها صلة بعمل وصلاحيات هيئة الحكم الانتقالي".
وأضاف "عبد العظيم" في تصريح سابق لـ"زمان الوصل": "هذا مؤشر لجدية في التعاطي والانخراط بالعملية السياسية دون توقف أو شروط مسبقة، وهذا تقدم يحصل للمرة الأولى بعد أن وضعت الأجندة من قبل دي ميستورا بأن يتم وضع الانتقال السياسي على جدول الأعمال".
وكان رئيس وفد المعارضة "نصر الحريري" قال خلال مؤتمر صحفي أعقب اللقاء مع المبعوث الأممي "نواصل إثبات التزامنا بالحل السياسي، وناقشنا بشكل مفصل العديد من النقاط المتعلقة بالانتقال السياسي، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي كامل الصلاحيات".
وأضاف "أكدنا على مهام الهيئة في تأمين الشروط اللازمة، لتمكين الشعب السوري من التعبير عن إرادته الحرة في تحديد مستقبل البلاد، وممارسة كافة مظاهر السيادة، مما يضمن وحدة البلاد، وسلامة أراضيها واستقلالها".
وتابع "كذلك الحفاظ على استمرار عمل مؤسسات الدولة بعد إصلاحها، وإعادة هيكلتها وفق المعايير التي تحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون، ومساعدة الحاكمين، واستقلال القضاء، والتوزيع العادل للثروة، يشارك فيها جميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو الدين أو المذهب أو الرأي السياسي، ويقوم كل ذلك على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص".
واجتمع دي ميستورا في وقت سابق السبت مع وفد النظام، حيث خرج الأخير دون أي تصريح، في حين التقى في وقت لاحق مع منصتي القاهرة وموسكو.
وفد المعارضة أشار خلال مباحثاته مع دي ميستورا إلى تصعيد النظام العسكري واستهداف المدنيين لاسيما في مدينة "حمورية"، الأمر الذي دفع المبعوث الأممي إلى حث روسيا وإيران وتركيا -بصفتها الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا- على بذل جهود عاجلة لتثبيت وقف إطلاق النار والحفاظ عليه.
وقال في بيان إنه وجّه رسائل إلى وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا، بعد التصعيد الأخير للقتال في دمشق وحماة وأماكن أخرى في سوريا.
في هذا السياق، قال "الحريري": "إن الإرهاب الموجود في سوريا يتمثل في إرهاب النظام والمليشيات الطائفية والحرس الثوري الإيراني والقاعدة وتنظيم الدولة، وكذلك إجبار المدنيين على النزوح وفرض تغيير في التركيبة السكانية"، مبينا أن أي حل سياسي سيكون دون معنى أو مصداقية إذا لم يتزامن مع وقف حقيقي لإطلاق النار.
جنيف - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية