أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تقاطع أو لا تقاطع تلك هي المشكلة... عبد الله العمري

أن تقاطع أو لاتقاطع تلك هي المشكلة
يوميا بل وبشكل ساعي نسمع عن دعوات للمقاطعة هنا وهناك ولكن لنفكر في تلك الدعوات قليلا و بعيدا عن العواطف
فكرنا في مقاطعة البضائع الأمريكية ولكن هناك عدة تساؤلات
1- هل تستطيع المنتجات القادمة من البلدان الأخرى أن تقدم ما يعادل السلع الأمريكية من جودة وسعر مناسب في نفس الوقت؟
2- سؤال آخر من قال ان تلك المنتجات من بلدان غير أمريكا هي غير مرتبطة بالاقتصاد الأمريكي سواء بشكل مباشر أو غير مباشر ,ودليل ذلك ما يجري في هذه الأيام في الأسواق العالمية
ان أزمة الرهون العقارية في الولايات المتحدة أصبحت أزمة العالم كله بل ان البورصات في أسواق تبعد آلاف الأميال
عن نيويورك أقفلت أبوابها سواء في موسكو أو جاكرتا أو بانكوك,ان أية أزمة تصيب الاقتصاد الأمريكي تلحق الشلل
بالعالم وتكاد تطيح بالنظام الرأسمالي,فهل تتخيلون نظاما رأسماليا في العالم دون وجود الولايات المتحدة.
اذا كنت تريد شراء سيارة مثلا فعليك أن تعلم التداخل في ملكية تلك الشركات ونشاطاتها فلم تعد سيارة فورد مثلا أمريكية
خالصة ولا السيارات اليابانية يتم تصميمها وتصنيعها كاملة في اليابان ان تلك الدول تفتح أكبر مصانعها داخل الولايات المتحدة وتكون الصناعة بمواصفات وعمالة أمريكية فكيف ستقاطع وعلى أي أساس.
3- ان المقاطعة في حال حدوثها ستأتي لمصلحة أصحاب الثروات العرب وهم أسوأ من الأمريكان ,هم يعيشون على احتكار الأسواق العربية ويشكلون فيما بينهم مافيات لحماية مصالحهم الشخصية فقط ولا يتوانون عن امتصاص دماء شعوبهم ,فكيف سوف يكون الحال لو تركت الأسواق العربية لهم وحدهم يسرحون ويمرحون فيها!
4- اذا فكرنا في مقاطعة أمريكا بسبب دعمها لإسرائيل فإننا يجب أن لا ننسى أن جل أوروبا تدعم اسرائيل أيضا اضافة إلى ان مصر تقدم لهم الغاز بشكل زهيد والأردن فتحت لهم أسواقها......الخ فهل يتوجب علينا أن نقاطع
المنتجات الأوروبية والمصرية والأردنية أيضا؟!
واذا كان السبب غزو العراق فان هناك حلفاء آخرين ساندوا أرميكا بشكل مباشر مباشر أو غير مباشر سواء كانت بريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وجورجيا والكثير من البلاد الصغيرة اضافة الى الدول العربية التي قدمت التسهيلات سرا أو علنا الى تلك القوات!
واذا نظرنا من منظار اسلامي أو إنساني فان الولايات المتحدة بغزوها أفغانستان لأسباب غير مقنعة أيضا تستوجب المقاطعة أيضا ولكن
يجب أن نقاطع الدولة رقم 1 التي ساهمت في فتح مجالها الجوي أمام الغزو وهي باكستان اذا يجب مقاطعة باكستان أيضا اضافة لمقاطعة ايران كون الرئيس السابق رفسنجاني قال انه لولا إيران لغرقت أمريكا في المستنقع الأفغاني و لاننسى أن نضيف جميع قوات حلف الناتو التي شاركت في الغزو بما فيها فرنسا وألمانيا وتركيا.
أما اذا اتجهنا شمالا فيجب أن نقاطع روسيا وجورجيا و أرمينيا في نفس الوقت حيث تحتل روسيا الشيشان وجورجيا كانت تحتل أبخازيا و أوسيتيا الشمالية أما أرمينيا فلا تزال تحتل إقليم ناغورنو كارابخ الأذري هذا فضلا عن مقاطعة صربيا وكرواتيا نظرا لما قامتا به من جرائم ضد المسلمين في البوسنة وما قامت به صربيا أيضا تجاه كوسوفو.
ولا ننسى أن نقاطع الهند كونها تحتل كشمير والفلبين لأنها تحتل مورو و اسبانيا التي تستعمر سبتة ومليلة والجزر الجعفرية و أثيوبيا التي تحتل الصومال .
انها طريقة صعبة للعيش واذا فتحنا باب المقاطعة فلن يقفل ,كل يوم سنجد قوة دولية تكشر عن أنيابها طالما بقينا نرزح في ضعف وقلة حيلة وهوان على الناس.
هناك خطان أحمران في المقاطعة حتى الآن أولهم مقاطعة الكيان الصهيوني وثانيهما مقاطعة الدانمارك وكل من يستهزىء بديننا أو بنبينا أما غير ذلك فاننا سوف ندخل في متاهة المقاطعة التي لن نستطيع الخروج منها.

(90)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي