لقد أصبح معلوماً لدى الأردنيين يادولة الرئيس أنكم من أكثر الرؤساء الذين ظلموا في تاريخ الأردن الحديث فحتى الآن كان شخص وجهد دولتكم محل إعجاب وإجماع من كافة الأردنيين لكن تبقى المنغصات الفردية والأخطاء الكثيرة التي يرتكبها المحيطون بكم سبباً في امتعاض شعبي كبير فبين وزير يطلق تصريحات تناقض تماماً كل سياسات الدولة، إلى آخر يزاود على الحكومة وقراراتها ويظهر نفسه بمظهر البطل الذي يخشى على مصالح الشعب دون باقي الحكومة، إلى ثالث يتصيد لزملائه ويسرب عنهم الأخبار والشائعات بل وحتى تقارير وأعمال الحكومة السرية أملاً في أن "يخرب" على زملائه بحيث تطالهم يد التعديل أو التغيير القادم دونه، وهي كلها تصرفات فردية مزاجية قد تكون تصفية لحسابات شخصية أو مجرد فورات مزاجية وليدة لحظتها أو حتى مجرد تعبير عن غضب أو "فركة إذن" من مسؤول تجاه شخص أو حتى مؤسسة ما بسبب وشاية أو سوء ظن وكلها للأسف تصب في خانة إدارة الدولة بالمزاج
فعندما يفقد المسؤول المرجعية أو احترامه لها أو حتى اعترافه بها يصبح الوضع الطبيعي أن يدير مسؤولياته بمزاجه الشخصي وهنا تتجلى المصيبة الكبرى المتمثلة في أن هذا الشخص هو مسؤول حكومي وجزء من منظومة إدارية سياسية تتحكم بكل مناحي حياة الأردن والأردنيين مما يعني أن مزاجيته هذه ليست مجرد تصرف شخصي بل هي كارثة وطنية.
الدافع وراء هذا الكلام هو ما يتردد داخل أروقة الحكومة وفي الوسط الصحفي أن السبب وراء تعطيل تجديد اشتراك دار رئاسة الوزراء في عدد محدود من الصحف من بينها "اللواء" هو مزاجية أحد المسؤولين القريبين من دولتكم ،والمسألة هنا ليست مادية فقد أصبح معلوماً لدى الجميع أن اللواء هي مشروع وطني إسلامي شامل قام ومازال وسيستمر إن شاء الله خدمة للأردن وللأمتين العربية والإسلامية ووفاء لنهج وفكر مؤسسها وستبقى بإذن الله حتى أخر رمق في جسد كل أبنائها وأسرتها وإن اضطررنا أن نروي صفحاتها بدمائنا إن عجزنا عن الحبر وهي قائمة و إن شاء الله باقية رغم كل المعوقات والعراقيل ورغم أنوف كل من يحاولون الوقوف في وجهها والذين كلهم أو جلهم لم يكونوا قد ولدوا بعد عندما كانت اللواء وأسرتها يمارسون العمل الصحفي والإعلامي ويخوضون معارك الأردن الحقيقية يوم كان الآخرون يفرون أو يزاودون على الأردن ومنهم بعض الذين يحاولون اليوم إيذاء اللواء رغم أنهم ظهروا على الساحة الإعلامية والحكومية قبل سنوات قلائل كانوا قبلها في رحم الغيب، بل إن بعضهم قد أسهمت اللواء في صنعه وإبرازه فكان رد الجميل بعض اليد التي امتدت لهم.
مرة أخرى نقول إن المسألة ليست مسألة مادية فاشتراك رئاسة الوزراء وغيرها من المؤسسات ليس كافياً أو قادراً على إبقاء أو إغلاق اللواء تماماً كما هو الحال مع زميلة أخرى قرر المسؤول إياه " إعادة تقييمها" رغم أن أصغر وأقل مؤسسيها شأناً يجاوز صاحبنا هذا عمراً وخبرة وقدراً بمرات ومرات، لكنها مسألة حق ، ودعم الإعلام بالوسائل النظيفة وعبر القنوات الرسمية بعيداً عن الأزقة الخلفية والمغلفات التي تسلم بليل لشراء الذمم والضمائر هو حق للصحافة الملتزمة النظيفة وواجب على الحكومة وأجهزة الدولة المختلفة للحفاظ على هذه المؤسسات الوطنية حماية لهذا الوطن وأهله وحماية للقيم النظيفة والمحترمة القليلة الباقية وسط هذا السيل الجارف من الفساد والإفساد.
وأيضاً المسألة ليست مادية ولكنها رد ورفض لسياسة ليّ الذراع والتهديد التي أصبح بعض المسؤولين ينتهجونها بحق العديد من الأفراد والمؤسسات لكن الفرق أنه أياً كان الذي وراء الإساءة إلى اللواء فقد أساء اختيار معركته فاللواء ركن وركيزة أساسية من ركائز الإعلام الوطني وتراثها يدرس ويدّّرس في مساقات الإعلام في أرجاء هذا الوطن وخارج حدوده وأسرة اللواء من أكبرها وحتى أصغرها مؤمنة بأن جهدهم هذا ما هو إلا جهاد أصغر تحضيراً للجهاد الأكبر فهل يكون جزاء المجاهدين ممن يتوقع منهم أن ينصروهم ويعينوهم أن يغتالوهم خفية إذا ما رأوهم منشغلين وسط معمعة المعركة؟!
نحن في اللواء عندما ننتقد فإننا نمارس النقد البناء الذي نقصد منه خدمة هذا الوطن وأهله ، وعندما نشير إلى أخطاء مسؤول أو مؤسسة فنحن نقصد منها أن نبين لهؤلاء أخطاءهم وننبههم من غفلتهم حفظاً لهم ولهذا الوطن وإن اختلفنا مع أفراد فنحن لانختلف مع الوطن ولا عليه وحتى اختلافنا مع هؤلاء الأفراد هو قضية فكرية ووطنية لكنها أبداً ليست شخصية، ولو أردنا أن نمارس أساليب الابتزاز واغتيال الشخصية والنفاق لكان حالنا غير هذا الحال وما اضطررنا إلى نشر هذا المقال
دولة الرئيس
إن لكم تراثاً عريقاً في إدارة ورئاسة أكبر وأعرق المؤسسات الوطنية ، والخدمة في مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية سواء في الجهاز العسكري أو الحكومي المدني كما أدرت أجهزة ومؤسسات ذات طبيعة وعلاقات دولية وها أنت الآن ترأس الحكومة الأردنية فهل برأيك يا دولة الرئيس يجوز أن يتصرف المسؤول في الدولة وفق الهوى والمزاج الشخصي وهل كلما غضب من شخص أو مؤسسة أو وصلته وشاية على طرف ما تتحول المسألة إلى نزاع شخصي وأجندة انتقام فردية؟
بالطبع لا .. وهذه المسألة كانت ولا زالت من ميزاتكم العديدة لكن للأسف فإن بعض التصرفات الفردية للمحيطين بكم تظهر أن الحكومة تدار بالمزاج الشخصي لأفراد وشلل هم أبعد ما يكونون عن عقلية الدولة والمؤسسة فإلى متى سيبقى هذا الحال؟ وإلى متى ستسمحون دولتكم بأن تغتال المؤسسات الوطنية على يد أشخاص ليسوا أهلاً للمسؤولية؟ نرجو أن يكون جواب دولتكم بما نرى لا بما نسمع ... والله من وراء القصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية