"مهما ضاقت علينا سنجد شقاً ينفذ منه النور" هذا هو أحد شعارات مشروع "نور لكسر الحصار"، الذي تم تأسيسه في بلدة "كفر بطنا" بالغوطة الشرقية منذ زهاء سنتين.
ويهدف المشروع إلى تقديم الدعم النفسي للمرأة والطفل والشباب، في سوريا ومساعدتهم على التعايش في ظل ظروف الحرب والحصار، وذلك من خلال عملية إعادة تأهيل تنمّي طاقاتهم وقدراتهم، وتشحن معنوياتهم بالطاقة الإيجابية اللازمة، في ظل غياب شبه تام لمراكز الدعم الاجتماعي والتمكين وبخاصة للأطفال واليافعين في ريف دمشق –كما تقول مديرة المشروع- الناشطة "أسوان نهار" لـ"زمان الوصل"، مشيرة إلى أن الفكرة أتت نتيجة حاجة الغوطة الشرقية لمقومات الحياة الطبيعية قدر الإمكان.
ورغم الحرب والقصف والحصار، عمل فريق المشروع -كما تقول- على إدخال بصيص من النور للأطفال والنساء لكسب الشباب وحمايتهم من الشارع، فكانت التسمية معنوية ليبقى المشروع نوراً يكسر حصار الغوطة.
درست "أسوان" الآثار والمتاحف وخضعت لعدة دورات للدعم الاجتماعي وعلم نفس الطفل خلال الثورة وزارت لأكثر من مرة مخيمات اللجوء مثل "الزعتري" وغيرها ومشافٍ لعلاج متضرري الحرب.
وأسست مركزاً لتعليم الكمبيوتر ومكتبة صغيرة في عمان لمركز "بيت الجرحى"، ومازالت حتى الآن مستمرة ومهتمة بالفئات الاجتماعية الأكثر تضرراً من الحرب والحصار، وفي هذا الإطار يأتي مشروعها "نور لكسر الحصار"، الذي أُنشئ بمبادرة فردية في الربع الأخير من عام 2015، ويقوم المشروع بالعديد من نشاطات الدعم الاجتماعي للأطفال والرياضة والزراعة والمسرح والكمبيوتر واللغة الانجليزية، والدورات المهنية والتعليمية للسيدات والشباب والخياطة وتعلم الكمبيوتر والإسعافات الأولية للسيدات والشباب بالإضافة لبرنامج المشاريع الصغيرة للفئات الأكثر عوزا في المنطقة والأيتام ومبتوري الأطراف والحملات الإغاثية والطبية.
وحول عدد المستهدفين من المشروع وما هي شرائحهم العمرية، أوضحت "أسوان نهار" أن المستفيدين من نشاطات فريقها ينقسمون إلى شرائح عمرية، حسب النشاط أو الخدمات المقدمة لهم، فهناك رياض الأطفال بعمر 4-5 سنوات ذكور وإناث وعددهم 27 طفلاً، والأطفال بعمر 6-11 سنة وعددهم 67 طفلاً ما بين ذكور وإناث ويقدم لهم نشاطات دعم اجتماعي وترفيهي.
أما اليافعون والشباب ما بين 11 و17 سنة فهم من الإناث وعددهن 32 فتاة يتلقين نشاطات فنية نسوية واجتماعية وهناك 42 ناشئاً بعمر 9 إلى 14 سنة يشكلون فريقاً رياضياً يخوض العديد من البطولات والمسابقات الرياضية التي تُقام بين الفينة والأخرى في الغوطة الشرقية.
ولم تقتصر نشاطات الفريق على الجوانب التعليمية والترفيهية بل امتدت إلى الاهتمام بصحة الطفل النفسية والجسدية، لذلك قام الفريق -كما تقول محدثتنا- بمبادرة الفحص الطبي الدوري للأطفال انطلاقاً من مركزه، ولأن صحة العيون تلعب دوراً مهماً في العملية التعليمية لدى الأطفال، كانت البداية بالتعاون مع مركز "الفاروق" الطبي لفحص البصر بالغوطة الشرقية بإشراف كادر متخصص، وتم تسجيل 18 حالة بحاجة لعلاج فوري من أصل 60 طفلاً وبأعمار مختلفة، و4 حالات بحاجة إلى دواء يساعد في الحد من سوء حالة العين.
وعن توجه مشروع "نور" لدعم يتامى الحرب أشارت، محدثتنا إلى أن هناك أكثر من 60 يتيماً في مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية يتلقون دعماً من المشروع منها ومن أصدقاء مقربين لا يرغبون بذكر أسمائهم، لافتة إلى أن هناك اهتماماً ودعماً لمبتوري الأطراف نتيجة الحرب الذين يفتقرون لاهتمام المنظمات والمؤسسات الإغاثية فتم إنشاء مشاريع صغيرة لهم تساعدهم على العيش وتبعد عنهم حالة الفقر والحاجة.
ولفتت محدثتنا إلى توفير المشروع فرص عمل للعائلات الأكثر عوزاً حيث تم افتتاح بقالات لمواد التنظيف والمواد الغذائية أو البهارات أو مكان لبيع القرطاسية أو بسطات لبيع البنزين وزيوت السيارات.
يعمل فريق "نور لكسر الحصار" بأقصى جهده مكرّساً كل إمكانياته المتاحة بالرغم من قلتها للوصول إلى نتائج مميزة وبمردود جيد بالنسبة للإمكانيات الموضوعة من أجله.
وأشارت "أسوان نهار" في هذا السياق إلى أن المشروع "لا يعتمد على تمويل أي منظمة أو جمعية وإنما عن طريق أصدقاء تعهدوا بالمساعدة لاستمرارية العمل وإبقاء النور مشعاً، وكذلك عن طريق إقامة أعمال تطوعية خيرية كتنظيم غداء خيري أو بازارات خيرية مثلاً لبيع الأشياء المستعملة".
ولفتت مديرة المشروع إلى وجود فكرة لإنشاء مركز تعليم افتراضي للشبان والفتيات الذين حرموا من إتمام دراستهم الجامعية، كما سيتم إعادة جلسات الدعم النفسي للمرأة عن طريق جلسات "سكايب" من الخارج وجلسات تدريب المسرح للناشئة عبر "سكايب" أيضاً بمساعدة عدد من الفنانين المحترفين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية