"رأى نفسه يخسر كل شيء...أولاده... أملاكه ...فمات"، بهذه الجملة البسيطة اختزل الناشط "مصطفى محمد" حادثة وفاة "عبد الله الحسن" (52 عاما)، الأسبوع الماضي، نتيجة إصابته بانهيار عصبي وأزمة قلبية، إثر استيلاء ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" على منزله بحجة مساندته لـ"الإرهابيين والمرتزقة".
يقول "مصطفى" المنحدر من منطقة "تل أبيض" لـ"زمان الوصل" إن عبد الله كان رجلاً غنياً، رزقه الله أملاكاً كثيرة من الأراضي والأغنام إضافة لآليات، باتت بحوزة الميليشيات التي يقودها حزب "الاتحاد الديمقراطي" رغم ادعائها بأنها جاءت لتحرر سكان المنطقة من ظلم تنظيم "الدولة".
"الحسن" واحد من مئات لا بل آلاف المدنيين الذين جند حزب "الاتحاد الديمقراطي" أبناءهم "قسراً" بالرقة لزجهم في جبهات القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد السيطرة على مناطقهم والاستيلاء على أملاكهم بحجج عديدة أبرزها "التعامل" مع التنظيم حين كان يسيطر على مناطقهم.
يتابع مصطفى حديثه، قائلاً: إنه يعرف الرجل جيداً فهو متزوج بامرأتين وله أولاد كثر، وينحدر من عشيرة "البو عساف" أكبر عشائر الرقة، كان يسكن في قرية "الغازلي" على بعد 55 كم شمال مدينة الرقة.
وأشار الناشط إلى أن مسلحي "سوريا الديمقراطية" بقيادة "الاتحاد الديمقراطي" اتهمت عائلة "الحسن" بتقديم الدعم والمساندة لحاجز عسكري نصبه التنظيم قرب قريتهم، وانتقموا من أهلي القرية لأن الحاجز قاوم لساعات طويلة خلال معركة السيطرة على القرية، لافتاً إلى أن مسلحي هذه الميليشيات المدعومة من قوات التحالف الدولي لم يرفعوا أنظارهم عن هذا الرجل الثري فابتزوه أكثر من مرة، وطلبوه للتحقيق حول قضية الحاجز بكل ما في هذه العمليات من إهانات.
وأردف مصطفى: "إن مسلحي الحزب الكردي كانوا يعتقلون الشباب في هذه القرية بحجة التحقيق، ومن ضمنهم أبناء "عبد الله الحسن"، الذين اتهموا بدعم عناصر الحاجز بالمال والسلاح، وهذا غير منطقي لأن التنظيم يعتبر نفسه "دولة" ولا يطلب الدعم من أفراد، بل يستولي على الثروات الزراعية والنفطية في مناطقه.
وأكد مصدر حقوقي أن الرجل (عبد الله) بعيد عن الاتصال بأي جماعة مسلحة حتى من الثوار سابقاً، وهو مدني يمكن وصفه بالحيادي يخشى على أمواله وممتلكاته من القادمين الجدد مهما كانوا فلا يعاديهم، منوهاً إلى وجود حالات عديدة تتعلق بتهجير السكان على يد حزب "الاتحاد الديمقراطي" وحلفائه ستوثق لاحقاً.
وحسب الناشط "ياسر الجاسم" المهتم بتغطية أخبار الرقة، فإن مسلحي "الاتحاد الديمقراطي" استولوا على أكثر من 2000 دونم على ضفاف نهر "البليخ" يملكها "الحسن" (أبو وحيد) وأولاده، إضافة إلى جرارات زراعية وسيارة ومضخات مياه وأنابيب ري، مؤكداً الاستيلاء على بيته الفخم على أطراف القرية، الأمر الذي لم يتحمله الرجل فمات قهراً على ما حل به وبأولاده.
وقال "الجاسم" إن عناصر الحزب الكردي أطلقوا فيما بعد أولاد الحسن مقابل مبالغ مالية طائلة ما يدل على أن التهمة ملفقة، مشيراً إلى أن هذه الأساليب ليست إلّا طريقة من طرق تهجير السكان من المنطقة والتي اتبعتها هذه الميليشيات في غير مكان.
وكانت "وحدات حماية الشعب" كبرى ميليشيات "سوريا الديمقراطية" أعلنت بتاريخ 12/11/2016 سيطرتها على قرى "الغازلي" و"شيخ حسن" و"صران" ضمن حملة عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" مستمرة منذ 6 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وسط حركة نزوح للأهالي عن مناطقهم إلى مناطق بعيدة عن أخطار المواجهات.
محمد الحسين - الحسكة - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية