"شام"..طفلة سورية فقدت عينا ويومان يفصلانها عن فقد الثانية

يحدث أن يغمض الأطفال عيونهم لا لرغبة منهم في اصطياد حلم أو تخيل تفاصيل وطن لم يروه أصلاً، لكن ليخفوا عيباً أو ليداروا تشوهاً لحق بتلك العيون البريئة الطاهرة.

الطفلة "شام محمد رسلان" رحل القمر عن عينها اليسرى باكراً، رحل بعدما تأكد من أنها فقدت بصرها تماما.

يقول والد الطفلة البالغة 4 أعوام إنه لاحظ في نهاية الشهر الثامن من العام المنصرم، وجود لطخة بيضاء بدأت تظهر داخل العين اليسرى لطفلته الصغيرة "شام"، فما كان منه إلا أن حملها ليبدأ رحلة الطواف بها بين مشافي لبنان وأطبائها باحثا عمن يعيد لطفلته ذلك البريق اللامع الذي كان يشع من عينها قبل أن تستوطن تلك اللطخة البيضاء وتغطي تفاصيل عينها اليسرى بالكامل.

انتهى المطاف بالأب محمد سعيد رسلان اللاجئ من قرية "كفرعايا" بريف حمص عند الطبيب "بول جورج ديب" الأخصائي في طب العيون.

زاره في عيادته في مدينة "حلبا" اللبنانية ليكتب له بعد "القطرات" العينية على عجل وليخبره بأن طفلته "شام" بحاجة لعملية بسيطة قرر أن يجريها بنفسه في مشفى "المظلوم" بطرابلس، وكان ذلك بالفعل ما حدث، إذ قام الطبيب بإجراء العملية للطفلة بالمشفى المذكور، لتكون النتيجة كما يقول الأب أن تفقد طفلته بصرها تماماً وبشكل كلي في عينها اليسرى بدل أن تشفى. 

لم تتوقف القضية عند هذا الحد كما يقول الأب، بل بدأت الالتهابات تجتاح عين "شام" وبشكل مخيف إلى أن بدأت تظهر على الجفن زوائد لحمية غريبة شوهته بشكل كامل.

سارع الأب لتطويق الالتهاب والورم في عين طفلته حتى لا يستشري ويضرب العين الأخرى كما أنذره الأطباء، فلابد من عملية ترميم العين وإعادتها لسابق عهدها، وهي عملية ترميم تجميلي لا أكثر، لن تعيد البصر لعين "شام"، بصر أضاعه خطأ طبي ارتكبه الطبيب "پول جورج ديب"، وهو ما يرفض الاطباء الاعتراف به ، فالطبيب "جورج شرفان" من مركز العيون التخصصي في بيروت رفض أن يعطي الأب تقريراً بذلك، واعتبر ما حصل موجة التهابات شديدة هاجمت عين الطفلة لا أكثر، نافياً وجود خطأ طبي في العملية.

حالة ترميم العين مما طالها من تشوهات تحتاج لعمل جراحي دقيق، ولذلك قرر الأب أن يجريه في الجامعة الامريكية ببيروت وبكلفة 3000 دولار. 

العمل الجراحي الذي سيتم يوم الأربعاء 15/3/2017كما يقول الأب الحائر بين مصابين: مصاب البحث عمن يتكفل بإدانته تكاليف ذلك العمل الجراحي بعد يومين، ومصاب مراقبة طفلته نصف العمياء "شام" وهي تحضر بروفات وداعها الأخير للقمر في سماء مخيمات لبنان، بعدما تأكدت أنها كما فقدت البصر في عينها الأولى، ستكون على موعد مع رحيل آخر للقمر عن عينها الثانية فيما لو عجز الأب عن تأمين تكلفة عملها الجراحي.