أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من حمص إلى الغوطة..الطفلة "دعاء" بُترت قدمها وكانت شاهدة على وفاة والدتها

الطف الصانعي غير حياتها - زمان الوصل

تتلمّس الطفلة "دعاء الحموي" ذات السنوات العشر طريقها إلى أحد مراكز التأهيل النفسي والصحي في الغوطة الشرقية بدمشق مع ساعات الصباح الباكر، مستندة على عكازين معدنيين لتلتحق بأقرانها الأطفال الذين سبقوها لتلقي الرعاية الصحية النفسية داخل المركز، علّها تتغلّب على الألم وتنسى اللحظات المؤلمة والصعبة التي عاشتها إثر سقوط صاروخ على منزل ذويها في حي "جوبر" الدمشقي وأرادت مشيئة الله أن تكون شاهدة على والدتها وهي تصارع سكرات الموت قبل عام ونصف.

بعد نزوح عائلتها من حي "باب السباع" في مدينة "حمص" المحاصرة آنذاك قدمت دعاء إلى الغوطة الشرقية بدمشق ولكون والدها منشقاً عن جيش النظام لجأت للسكن في منطقة "جوبر" الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر، وهناك قُصف منزلهم بصاروخ ألقته طائرة للنظام، فاستشهدت والدتها وأصيب والدها وبُترت قدم دعاء اليسرى، وروت مسؤولة "مركز الأمل الإنساني" الناشطة "رزان خبية" إن "دعاء" أثناء إصابتها لم تفقد وعيها ما جعل المشهد المؤلم سببا لصدمة نفسية تلقتها بعد الإصابة لوا زالت تعاني منها إلى الآن. ويتولى فريق المركز تأهيلها من تبعات هذه الصدمة، حيث تتردد الطفلة ذات السنوات العشر على المركز بشكل يومي لتلقى التأهيل المطلوب.

لكن الألم لا يفارق الطفلة النازحة كلما سئلت عن سبب بتر قدمها من قبل أقرانها الأصحاء، ويزداد المشهد بؤساً ووحشة في منزل عائلتها بحي "القابون"، حيث تسكن الآن مع شقيقها الصغير وأبيها المنشق المصاب في منزل يخلو من أبسط مقومات الحياة الإنسانية. وأشارت محدثتنا إلى أنها تعرفت على "دعاء" مصادفة، فأحبتها لبراءتها وتم ضمها للفريق وعندما شاهدت دعاء بقية الأطفال المصابين اندمجت معهم وأحبتهم، وأحست أن حالتها بسيطة مقارنة بغيرها.

ولفتت الناشطة "خبية" إلى أن الطفلة دعاء استطاعت التأقلم مع إصابتها والمشي على العكازات بعد 6 أشهر فقط، ولكنها لم تنسَ أمها إلى الآن رغم مرور سنة ونصف على إصابتها، وتنتظر كحال الكثير من أطفال الغوطة الشرقية المبتورين تركيب أطراف صناعية لهم وتحلم بمتابعة التعليم.

ولفتت مسؤولة "الأمل الإنساني" إلى أن "دعاء" تمر الآن بمرحلة التدريب على الطرف، مشيرة إلى أن "المركز تواصل مع مؤسسة رحمة الإغاثية فتكفلت بتغطية نفقات الطفلة، وستقوم مؤسسة "فرحة" بتركيب الطرف الصناعي لها خلال الأيام القليلة القادمة.

أما مهمة فريق الأمل الإنساني تجاه دعاء وغيرها من الأطفال المصابين فيتمثل -كما تقول محدثتنا- في متابعة حالاتهم النفسية وعلاجهم من تبعات الإصابة. 

ووفقا لما نشرته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة فإن عددا كبيرا من ذوي الإعاقات النازحين قسرا في العالم يعانون من الإهمال والتجاهل ضمن مجتمعاتهم المحلية المهجرة.

وتقول المفوضية إن هؤلاء معرضون خاصة للإيذاء البدني والعاطفي، وقد يستلزمون حماية إضافية.

فارس الرفاعي -زمان الوصل
(127)    هل أعجبتك المقالة (150)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي