أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"سمر"..فتاة حبسها والدها 15 سنة في كهف مع كلب وادعت أسماء الأسد رعايتها

صورة حديثة وأخرى قديمة لسمر - زمان الوصل

في بهو داخلي بمركز قرية "إسقاط" للعجزة والمسنين في منطقة "حارم" بريف إدلب تعيش "سمر خميس" ذات الـ35 عاماً شاردة وكأنها مغيّبة عن الواقع، محاولة أن تتناسى تجربة مريرة عاشتها وسلخت من عمرها 15 عاماً عندما قرر والدها أن يسجنها في كهف مهجور مع كلب كان أنيسها الوحيد في عزلة لم يكن لها من ذنب فيها سوى أنها ابنة شخص انتًزعت من قلبه كل مشاعر الأبوة. 

تعود قصة "سمر" إلى عام 1983 حين تزوج والدها من والدتها ميساء تولد 1955 من بلدة "أرمناز" على زوجته الأولى، وبعد 6 أشهر أقدم على طلاقها لأسباب عائلية وكانت زوجته تلك حاملاً في شهرها الأول، وبعد أشهر أنجبت طفلته "سمر" في منزل ذويها.

وبعد سنة ونصف تزوجت الأم وتركت ابنتها لدى جدتها وعندما بلغت الطفلة الرابعة من عمرها أحضرها والدها إلى منزله ووضعها مع زوجته الأولى وبعد أشهر أعادها إلى جدتها بسبب قصور في قدراتها العقلية وتبولها اللا إرادي، وعند بلوغها السادسة من عمرها عاد الوالد مجدداً، ليأخذها لحضانته، بحجة أنه يريد أن يتولى رعايتها بنفسه.

وبعد ذلك لم تتمكن الوالدة من رؤية طفلتها، بعد أن تم إبلاغها أنها ابنتها قد توفيت، ورفضت زوجته الأولى إيواءها مع أولادها، فاتفق معها على وضعها في كهف قريب من القرية وضع له باباً وقفلاً، ووضع على الباب كلب حراسة لمنع الاقتراب منها، وكان يأتي لها بالطعام والشراب مع زوجته، وبقيت الطفلة على هذه الحالة حتى تاريخ 23/5/2005، حيث تم كشف النقاب عن قصتها.

وروى القاضي "محمد نور حميدي" مؤسس مركز العجزة والمسنين" في "حارم" لـ"زمان الوصل" أن "أسماء الأسد" علمت بقصة "سمر" آنذاك وأحضرتها إلى دمشق وتعهدت بوجود عدد من الصحفيين بإعادة تأهيلها ومعالجتها ومتابعة حالتها، إلا أن الموضوع ظل مجرد دعاية وتلميع لصورتها أمام الرأي العام، حيث وضعت الطفلة –آنذاك- في دار للعجزة في "جسر الشغور" دون علاج أو رعاية.

وكشف محدثنا أن والد "سمر" الذي يعمل "شبيحاً" مع قوات النظام الآن كان موظفاً في شعبه الحزب بـ"كفر تخاريم" وتم توقيفه وإحالته إلى محكمة جنايات إدلب وسُجن منذ عام 2005 وحتى بداية الثورة، حيث أطلق النظام سراحه وجنّده عنده.

وأردف: "عند تحرير الجسر ونزوح جميع سكانها قمنا بنقل نزلاء دار العجزة من جسر الشغور إلى بلدة إسقاط منذ سنه وثمانية أشهر وفوجئت بأن سمر التي كانت حديث المجتمع في إدلب موجودة بينهم".

وتعاني "سمر" من ضعف بصر في العين اليمنى مع ضمور خفيف في الأطراف بسبب قلة الحركة، وعلى الرغم من تحسن حالتها الصحية، إلا أنها لا تزال تعاني من اضطرابات نفسية وعصبية وتبدو غير قادرة على الكلام، أو المشي، أو التعبير عن أي حالة شعورية بل تقلد الكلب في صوته وحركاته في معظم تصرفاتها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(348)    هل أعجبتك المقالة (261)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي