أعلن "عبد الرزاق المهدي" انسحابه من هيئة "تحرير الشام" معللا ذلك بعدم قدرته على "رفع الظلم وإنصاف المظلومين"، بالتزامن مع إعلان عضو المكتب السياسي في "حركة نور الدين الزنكي" أول أمس استقالتهما من الحركة، على خلفية تحالفاتها الجديدة مع "جبهة تحرير الشّام".
وأكدّ "عبد الرزاق المهدي" لـ"زمان الوصل" انسحابه من "هيئة تحرير الشّام"، وتفرغه للعلم والبحث العلمي، إضافة إلى الجانب الدعوي، مشيراً إلى بعده عن الجانب العسكري في هذه الأيام.
وذكر المهدي في منشور له عبر معرفاته الرسمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن انسحابه من "هيئة تحرير الشام"؛ أتي على خلفية تزايد تجاوزات عناصر ينتمون للهيئة، وعدم قدرته على رفع الظلم وإنصاف المظلوم.
ويُعتبر "المهدي" من أبرز الدعاة في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، ولم تخلُ أي لجنة تشكّلت للتحكيم بين الفصائل إلا وكان بينها.
ويأتي خروجه من الهيئة، على خلفية عدم قدرته على النظر في عدد من الأمور في الهيئة، والتي من أهمها: "النظر في قضايا المسجونين في سجون فصائل الهيئة بلا محاكمات، إضافة إلى وضع حد لانحرافات العناصر الأمنية فيها"، كما صرح في وقت سابق لـ"زمان الوصل".
وكان "المهدي" وعدد من الدعاة المستقلين، أعلنوا في شباط/ فبراير من العام الجاري الانضمام إلى "هيئة تحرير الشّام"، والتي تشكلّت في الشهر ذاته من تحالف عدة فصائل في الشّمال السوري، من بينها: "الزنكي، وجبهة فتح الشّام".
ويأتي انسحاب "المهدي" من "هيئة تحرير الشّام" بعد أنباء عن انسحاب القيادي البارز في الهيئة حالياً، وجبهة "النصرة" سابقاً "عبد الحليم عطون" بسبب ما وصف بـ"بغيها"، بحسب مواقع إعلامية تُعنى بالشأن السوري المعارض.
إلى ذلك، لم تقتصر الانسحابات من الهيئة على الشرعيين، فقد أعلن عضوا المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي "ياسر اليوسف" و"بسام حاجي مصطفى" استقالتهما من الحركة، بسبب تحالفات الحركة الأخيرة مع "فتح الشام" ودخولها في مشاريع غير ثّورية، وفق ما أفاد وأكدّ "اليوسف" و"مصطفى" لـ"زمان الوصل" على أنّ استقالتهما من الحركة لا يُلغي تاريخها الطويل من النضال والتضحيات.
وأشارا إلى أن الاستقالة، جاءت على خلفية تحالفاتها الأخيرة، وبعد تلك التحالفات عن المشروع الوطني والثّوري.
ويُعتبر "اليوسف" و"حاجي مصطفى" من أبرز المنظرين الثّوريين في حركة "نور الدين الزنكي"، ويتبنيان منذ مشاركتهما في الثّورة الخط الثّوري الوطني، المنحاز إلى قضايا الشعب وأهدافه في الحرية والكرامة، كما يُعتبران من أهم الرافضين لأسلمة الثّورة، ودخول القاعدة على خطها.
وتأتي تلك الاستقالات على خلفية الاقتتال المتكرر بين "هيئة تحرير الشّام" و"حركة أحرار الشّام"، والذي كان آخره في "المسطومة" بريف إدلب، وغياب أي دور فاعل لصوت العقل، أو العمل الشرعي، والمحاكم الشرعية في تلك النزاعات، واللجوء إلى منطق "القوة".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية