أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

روسيا تكافئ "جيش الإسلام" بهدنة الغوطة

صواريخ جيش الإسلام تستهدف مواقع النظام في القلمون

سيناريو جيد تم إخراجه بشكل متقن في اليومين الماضيين، يطلق "جيش الإسلام" صواريخ بالستية "إسلام 5" على مواقع تابعة للنظام في القلمون، وبعد يوم واحد تعلن وزارة الدفاع الروسية وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية حتى 20 من الشهر الجاري.

لقد كان التوقيت الروسي لوقف إطلاق النار في الغوطة "براغماتيا"، خصوصا قبل أسبوع واحد من انطلاق الجولة الثالثة من مشاورات "أستانة3" المزمع عقدها في 14 من الشهر الحالي. استدراج عملي لـ"جيش الإسلام" إلى هذه المشاورات التي لم تعدُ، حتى الآن، عن كونها "سفريات" ومواعيد لقاء فارغة.

فتحت هذه الهدنة أسئلة كثيرة، وهي أسئلة بكل تأكيد تبحث عن أسئلة وليست اتهامات، من بين هذه الأسئلة؛ لماذا لم تتحرك صواريخ القلمون إلى وادي "بردي" حين اغتصب النظام ومن خلفه روسيا وحزب الله وإيران الوادي وفك أكبر حالة اختناق مائي على العاصمة.

لم تتحرك هذه الصواريخ في ذروة "الطحن" في مدينة حلب نهاية العام الماضي، حين سقطت المدينة بيد النظام وروسيا والميليشيات الإيرانية، حتى حين قصف النظام "دوما" لم تتحرك هذه الصواريخ، كل ما ذكر من مراحل حرجة في القتال كانت تستحق تحريك الصواريخ البالستية أكثر مما قاله بيان "جيش الإسلام" من مجازر مرتكبة في أحياء "تشرين"، "القابون" و"برزة". 

كان مديح رئيس المكتب السياسي في "جيش الإسلام" محمد علوش لروسيا في مشاورات "أستانة1"، موضع انتقاد كبير، على الأقل هذا الطرف الذي يكيله المديح هو من استهدف الشيخ "أبو عبدالله" زهران في كانون الأول/ديسمبر/2015. وهي ذاتها روسيا التي سحقت الغوطة.

ربما تتطلب المرحلة السياسية مجاراة دولة مثل روسيا التي أحكمت السيطرة على الملف السوري. لكن مهما كانت المرحلة لا تنفي كونها دولة احتلال قتلت على قدم المساواة مع إيران وميليشياتها، فليكف علوش عن تصوير الجلاد وكأنه وسيط الرحمة.. إلا إذا كانت الهدنة في الغوطة المكافأة المرتقبة لـ"جيش الإسلام"..!؟
قائمة الأسئلة طويلة لـ"جيش الإسلام"، آخر هذه الأسئلة، هل الصمت حيال سيطرة النظام وروسيا على "وادي بردى" حين كان التفاوض قائما في "أستانة1"، جاء بالمصادفة دون أن يحرك "جيش الإسلام" صواريخه التي رأيناها قبل يومين.

في مفاوضات أنقرة التي جمعت الفصائل العسكرية فقط دون أي حضور سياسي، ثمة تفاهمات بقيت طي الكتمان ولا أحد بعرفها إلا الفصائل التي حضرت في أنقرة..! فلماذا تبقى هذه التفاهمات طي الكتمان.. ماذا تفعل الفصائل التي تحولت إلى نخبة سياسية، بينما الأرض تضمحل من تحت أقدامهم..!؟

عبدالله الغضوي - زمان الوصل
(92)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي