أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"روسيا اليوم" تقيل إعلاميا سورياً بسبب موقفه من الثورة

نصر اليوسف

كشف الاعلامي السوري "نصر اليوسف" الذي كان يعمل في قناة "روسيا اليوم" عن تفاصيل وأسباب إقالته من القناة التي عمل فيها معداً ومقدما لبرنامج "جولة في الصحافة" خلال سبع سنوات على خلفية تأييده للثورة السورية، وروى اليوسف الذي ينتمي لإحدى قرى ريف حماة في حديث لـ"زمان الوصل" جوانب من ابتزاز مخابرات النظام له بالمال حيناً وبمحاولة توظيفه عميلاً لها في صفوف السويين المقيمين في روسيا أحياناً أخرى.

 ولد نصر في قرية "قمحانة" بريف حماة عام 1954 وسط عائلة فقيرة لم تكن من ملاّكي الأراضي، ودرس المرحلة الإبتدائية في مدرسة القرية، ثم انتقل إلى حماة لدراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية، وكان متأثراً -كما يقول- بالناصرية شأن غالبية أهل قريته الواقعة على أوتستراد حماة حلب.

وعندما نفذ "حافظ الأسد" إنقلابه المشؤوم لم يكن نصر–كما يقول- قد تجاوز السابعة عشرة من عمره، فغُرّر بالشعارات التي أطلقها الأسد حول إيجاد تعددية سياسية واسترجاع الجولان واستعادة هيبة الجيش وسوريا-حسب زعمه- وما إلى ذلك من شعارات رنانة، حتى أن الناصريين الذين ظلوا على ناصريتهم بعد وفاة عبد الناصر-كما يؤكد محدثنا- خدعوا بهذه الشعارات رغم أن البعثيين ظلوا يلاحقونهم طوال الفترة مابين 1963 و1970 وكانوا يحرمونهم من الوظائف والتطوع في الجيش. وروى محدثنا أنه نزل في مظاهرة تأييد للحركة التصحيحية وكان يردد مع آخرين "عبد الناصر قوم شوف،، ناصرية وع المكشوف".

في عام 1973 نال "نصر اليوسف" شهادة البكالوريا وكانت علاماته–كما يقول- تؤهله لدخول كلية الهندسة، ولكن الإمكانات المادية لعائلته آنذاك حالت دون ذلك، فاضطر لدخول "معهد إعداد المدرسين" الذي كان ملاذاً للفقراء، ولكنه لمس هناك تمييزاً طائفياً فاقعاً، حيث تم استبعاد طلاب ممن حققوا درجات عالية في البكالوريا وقبول طلاب درجاتهم متدنية لأنهم من الطائفة العلوية، وهنا بدأ اليوسف–كما يقول ـ بإعادة حساباته وبإعادة النظر في شعارات الوحدة والحرية والإشتراكية التي انخدع بها مبكراً. بعد إنهاء دراسته في "معهد إعداد المدرسين" تقدم نصر لمنحة إلى الإتحاد السوفياتي ولأن علاماته كانت جيدة تم قبوله بها، وفوجئ-كما يقول- بأن الطائرة التي نفذت رحلة خاصة ـ ذات يوم من شهر أيلول سبتمبر/1975 ـ لتنقل الموفدين إلى موسكو، شكّل أبناء الطائفة العلوية الغالبية الساحقة من ركابها. ولفت إلى أنه من بين 6 موفدين لدراسة الفنون السينمائية، كان خمسة منهم من الطائفة العلوية. وعند ذلك أيقن أن عصابة طائفية بقيادة حافظ الأسد اختطف حزب البعث، واتخذت من شعاراته ستاراً لتمرير مخططها الطائفي المقيت.

وروى الإعلامي نصر أنه عاد عام 1981 إلى سوريا بعد إنهاء دراسته وحصوله على ماجستير في الفن السينمائي الروائي من "المعهد العالي السينمائي لعموم الاتحاد السوفييتي" في موسكوVGIK. فتم فرزه إلى التلفزيون السوري وكان عمله أشبه بالبطالة أو العطالة هناك، فلا أفلام ولا من يحزنون، بل تقاضي راتب في حدّه الأدنى لا يكاد يكفي أجرة منزل.

وعندما التحق بالخدمة العسكرية، فوجىء محدثنا بفرزه إلى الفرقة الخامسة فيما فُرز زملاؤه المتخصون بمثل تخصصه إلى الإدارة السياسية ليداوموا كمدنيين فيها.

في عام 1988 التقى نصر-كما يقول- بزميل قديم له هو الراحل د. زهير البستاني الذي كان قد أنشأ استوديوهات التعليم في وزارة التربية، وكان يعمل آنذاك موظفاً في السفارة الكويتية في روسيا فعرض عليه العمل بالمكتب الصحفي في السفارة المذكورة. لهذا ترك سوريا في 1989 وذهب إلى روسيا ليعمل في الوظيفة الجديدة، ولدى عودته إلى سوريا لزيارة أهله وأقاربه عام 1996 وأثناء نزوله من الطائرة، طلب منه أمن المطار مراجعة الفرع 235 (فرع فلسطين) لتوجه له هناك تهمة التكتم على معلومات تضر بأمن الوطن، وإنشاء تجمع مناوىء للنظام. غالبية زملائه الذين كانوا معه في "حزب البعث الديموقراطي" كان قد زُج بهم في سجون النظام.

وكشف محدثنا أن ضباط فرع فلسطين طلبوا منه دفع رشاوى عبارة عن أطقم ذهبية لزوجة اللواء وزوجة رئيس الفرع وزوجة ورئيس القسم الخاص بالأحزاب، ولم يكن أمامه من خيار سوى الإنصياع، لكي يتمكن من الحصول على إذن خروج لمرة واحدة من سوريا. وعند العودة يمنح موافقة على الدخول لمرة واحدة أيضاً، وتكرر الأمر لسنوات-كما يقول- مضيفاً أنه كان يمضي أكثر من نصف إجازاته التي لم تكن تتجاو الـ 28 يوماً متنقلاً من فرع إلى فرع. وأشار محدثنا إلى أن أحد ضباط فرع فلسطين أعطاه رقم صندوق بريدي وطلب منه ارسال رسالة أو رسالتين في العام تتضمن معلومات "تجسسية" عن السوريين المقيمين في موسكو لكف الإجراء عنه، فرفض الطلب رغم أنهم أروه-كما يؤكد- تقارير أُرسلت ضده من موسكو.

مع بداية الثورية السورية بادر اليوسف مع عدد من المعارضين في موسكو إلى تأسيس ما أسموها بـ"لجنة لدعم الثورة"، ونظموا جدولاً بأسماء وأرقام هواتف وعناوين البريد الإلكتروني للمسؤولين عن أنشطتها. وبما أن اللجنة لم تكن سرية البتة، وقع هذا الجدول بيد أحد شبيحة سفارة النظام في موسكو. ونظراً لكون أحد أعضاء اللجنة (الدكتور محمود الحمزة) يعمل لدى السفارة القطرية في موسكو، تفتقت مواهب المسؤولين في سفارة النظام عن سيناريو يؤكد أن الإعلاميين المذكورين في الجدول يعملون بتعليمات من السفارة القطرية ويتقاضون رواتب كبيرة منها.

استغل أحد الشبيحة عمله في قناة "روسيا اليوم" وقدرته على تعميم تلك الفريّة على جميع العاملين في القناة، فأخذت إدارة القناة علماً بذلك.

ورغم أن المسؤول عن أمن القناة تأكد بنفسه من أن ذلك السيناريو لا اساس له، إلا أن الإدارة فضلت التخلص من اليوسف، خاصة وأن كتاباته على صفحته في"فيسبوك" كانت تتعارض تماما مع التوجه العام للسياسة الروسية. 

وأردف نصر: "بعد هذه الزوبعة، أبلغتني إدارة قناة روسيا اليوم بأنها بصدد إغلاق برنامج "جولة في الصحافة" بسبب تقليص موازنة القناة. وتم تسريحي من القناة بعد أن اُعطيت كامل مستحقات خدمتي خلال 7 سنوات.

تعاون "نصر اليوسف" مع القسم الروسي في هيئة الإذاعة البريطانية"BBC" في موسكو كمحلل سياسي، وعمل في وكالة الأنباء الروسية "TASS" (تاس) كمدقق لغة ومحرر أسلوب. كما تعاون مع "APTN" (الأخبار التلفزيونية في وكالة أسوشييتيد برس) في إعداد تقارير تلفزيونية لصالح بعض قنوات التلفزة العربية، وأنجز أفلاماً روائية قصيرة في كلٍ من سورية وروسيا والأردن والصحــراء الغـربيــة، والكويت.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(148)    هل أعجبتك المقالة (186)

عبد الباسط االسيسي

2017-03-06

ياسيد نصر ... أبصق في وجه دكتاتور روسيا بوطين فربما بصاقك سيطهر هذا القذر.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي