أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شعب التجنيد في سوريا.. رشى وفرز طائفي

أرشيف

لكل سوري قصة مع شعبة تجنيده، وحكايات السوريين البطولية عن طابور الفحص الطبي وتجمعات الفرز في (القطيفة وهنانو) وسواها لا تنتهي حتى بعد سنوات من أداء الخدمة العسكرية.

شعب التجنيد من أهم محطات السوري قبل الثورة، وبعدها صارت أولى محطات الموت المحتم منها يبدأ العد التنازلي لأعمار شباب الوطن بدل أن تكون أولى محطات الشعور بالفخر والقيّم الوطنية، والإهانات التي يوجهها العساكر للطابور من الشباب القادم من أجل الفحص أو استلام الفرز هو الدرس الأول من خدمة العلم.

وفي هذا الصدد نشرت صفحة "دمشق الآن" الموالية صوراً لطوابير المنتظرين أمام شعبة تجنيد "عين الكرش" بدمشق تظهر مجموعات من منتظري دور الفحص ويبدو عليهم علامات التعب والإرهاق، وحتى لا تكون الصورة وحدها هي الدليل عن حال هؤلاء تجد في قراءة التعليقات وصف حالات التذمر وكراهية الجيش وأيضاً بعض من المنافقين مدعي حب الوطن من باب الجيش، وبعض الناقمين الذين لم يسرحوا منذ سنوات بانتظار نهاية الحرب.

(الحمد لله اني برات البلد) تعليق صغير لكنه يصف حال كل من خرجوا هرباً من جرّهم إلى جبهات القتال، وقد عمدت أغلب الأسر السورية إلى تهريب أبنائها خوفاً من أن تأكلهم الحرب المجنونة التي دفع بها النظام كل الشباب إلى قتال إخوتهم المنتفضين.

(أكثر من هيك ذل مافي… كرهتونا الوطن وابو لوطن...من شعب تجنيد ولذل ورشاوي تبعكن… .ولك.الكن 40سني تمصو دمنا حاجي اشبعوااااا عوفونا لوطن وروحوووو حاج… ..خلاص)...تعليق يبدو 

كصرخة احتجاج على نظام القمع ومؤسساته الأمنية والعسكرية التي أذاقت الشباب السوري الويلات، حتى مفهوم الوطن تضاءل ليصبح دفاعاً عن بيت الأسد وطائفته، وفوق كل هذا الانحطاط الوطني يجب على المراجع أن يدفع ليحصل على دور مبكر، وعلى وصف خدمته بالميدانية أو الثابتة، وهذا ما تقرره اللجنة الطبية التي هي مجموعة أطباء مشفى "تشرين" و"المزة 601" المعتادة على الرشى وبأرقام فلكية.

(طز بالخدمة العسكرية وبالي أسسها)...صرخة أكثر وضوح في كراهية الجيش الذي استطاع نظام الأسد أن يظهره كمؤسسة قتل وتدمير تدافع عن المجرمين بدل أن تكون مؤسسة وطنية مهمتها الدفاع عن الوطن وأبنائه، وهي ليست وليدة الحرب وردة فعل على جرائم الجيش، فقد أصبحت المؤسسة العسكرية أحد أهم رموز الفساد والموت بسبب دورها في حماية القتلة، وحصرها بطائفة أرادت الانتقام من الشعب، وأغلب ضباطها من الحاقدين الفاشلين.

(انشالله ما بأجلو لحدا وبيسحبو الكل ع الجيش ومايخلو حدا شو هنا احسن مني حتا انا اخدم سبع سنين وهنا ركضين ورا التأجيل)...هذا تعليق من شاب لم يسرح من خدمته منذ بداية الثورة بسبب قرارات الاحتفاظ المتتابعة لدورات الجيش، وتحول حقده إلى الشباب الذين لم يلتحقوا بالخدمة إما لكونهم طلبة أو وحيدي أسرهم أو مرضى أو لديه واسطة.

أحدهم يطالب بإلغاء الخدمة الإلزامية وتأسيس جيش محترف بعيداً عن مناطق أسماها حواضن الإرهاب، وبالتالي جيش محترف لا ينشق منه أحد...وهي دعوات روجها حلفاء النظام وأعوانه، وبعض الضباط الطائفيين في تأسيس جيش طائفي التوجه لا جيش وطني.

أما مرحلة الفرز فهي المرحلة الثانية التي يتم فيها فرز العناصر الراغبين بتأدية الخدمة وهنا يتم تجميع الراغبين في مراكز خاصة بهم ولكل منطقة مركز محدد، ومنه يتم فرز العناصر إلى القطع العسكرية من قبل شعبة التنظيم والإدارة، وهنا تعمل توجيهات القيادة الحكيمة على فرز الشباب حسب انتماءاتهم الطائفية والحزبية وولاءاتهم، وبند آخر غير معلن الفرز بحسب الدفع والرشوة.

بعدها وفيما يعرف بالفرز النهائي بعد انتهاء دورات الأغرار يتم نقل من هم محسوبون على تنظيمات غير البعث إلى القطع العسكرية البعيدة عن العاصمة والفرق، أما الموالون فيوزعون على الحرس الجمهوري ومبنى الوزارة وبقية الإدارات، وعادة ما يتم نقل بعض العناصر من الأماكن الحساسة بتوصيات أمنية لانتمائهم لأسر معارضة أو أنهم من مناطق شهدت انتفاضات ضد النظام كأبناء مدينة حماة وريف إدلب.
شعب التجنيد باب أول للرشوة والفرز الطائفي، وطابور ذل طويل للذاهبين لجبهات حماية الوطن.

ناصر علي - زمان الوصل
(307)    هل أعجبتك المقالة (256)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي