أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الموعد".. فيلم يناقش ثنائية التسامح والانتقام في الحرب السورية

يتناول الفيلم قضية المعتقلين والمغيبين في سجون النظام

هل يمكن لمن اضطُر لقتل ابنته تحت الضغط النفسي والقهر أن يسامح القاتل الذي جاء لاغتصابها ويعفو عنه، وكأن شيئاً لم يكن؟ هذه هي النهاية المفتوحة لفيلم "الموعد" وهو التجربة الإخراجية الأولى للصحفي السوري "ثائر الطحلي"، وتم إنجازه ضمن دراسته لصناعة الأفلام في "الكلية الأسترالية للإعلام SAE" بعمان التي تُصنّف بأنها "أكبر كلية لفنون الإعلام الابداعي في العالم".

ويتناول الفيلم قضية المعتقلين والمغيبين في سجون النظام مسلطاً الضوء على الجانب الإنساني في حياتهم داخل وخارج المعتقلات. 

ولد "ثائر الطحلي" في مدينة حمص السورية عام 1987، درس الأدب الانكليزي في جامعتها، وانضم إلى الحراك الطلابي وتغطية نشاطات الحراك السلمي كونه كان يعمل صحفياً في صحف سورية قبل الثورة، تم احتجازه عدة مرّات من قبل قوات النظام ليخرج إلى الأردن أواخر عام 2012، ويكمل عمله الإعلامي من هناك.

وبدأ بدراسة صناعة الأفلام مطلع 2016 ويعمل مع عدة طلاب سوريين داخل الجامعة على إنجاز أفلام تعكس الواقع السوري في الداخل وفي دول اللجوء كان آخرها فيلم "الموعد" الذي عرض الأسبوع الماضي في العاصمة الأردنية عمان ضمن تظاهرة فنية حاشدة. 

ويحكي فيلم "الموعد" بحسب مخرجه عن المعتقلين السوريين ويسلط الضوء على قصة تخيلية وليست محاكاة للواقع عن معتقل ناشط سوري يقتحم الأمن منزله الذي يعيش فيه مع ابنته ما يرافق ذلك من خوف وقلق وتأرجح بين حالتي الانتقام والتسامح، وأهم رسالة في الفيلم –حسب الطحلي- هي أننا كأشخاص انضممنا للثورة السورية نحمل قيماً مختلفة تماماً عن القيم التي يحملها النظام وموالوه داخل سوريا وحتى خارجها خرجنا من أجل الحرية والإنسانية ولن نخسر هذه القيم بسبب تصرفات النظام وإجرامه. 

ولفت "الطحلي" في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أنه أحب من خلال فيلمه إبراز الجانب الإنساني لدى المعتقلين وما شعورهم عند الإفراج عنهم وعندما يقفون أمام قاتليهم وجهاً لوجه، خاصة وأن لاأفلام السابقة التي تناولت قضية المعتقلين لم تتطرق لهذه الأمور.

وحول ابتعاد الفيلم عن موضوع اللجوء وهمومه، وهو الطابع الذي طغى على الكثير من أفلام المخرجين السوريين الجدد، أشار مخرج "الموعد" إلى أن ابتعاده ناجم عن اعتقاده بأن موضوع اللجوء أُشبع تناولاً في الأفلام والوثائقيات مع إيمانه -كما يقول- بأهمية هذا الموضوع وضرورة تسليط الضوء على معاناة اللاجئين في كل مكان من العالم. 

وأشار "الطحلي" إلى أنه عمل كمساعد منتج في فيلم بعنوان "صرخات من سوريا" للمخرج الأوكراني، "يفغيني أفينيفسغي" ورشح الفيلم لمهرجان "ساندانس" وهو يتحدث عن الثورة السورية منذ اليوم الأول وعن أبطال الدفاع المدني، ويشارك فيه رموز من ناشطي الثورة كـ"هادي العبد الله" و"عبد الباسط الساروت". 

وعبّر "الطحلي" عن أمله في مواصلة إنجاز أفلام وثائقية وروائية تصل إلى العالم وتشرح معاناة السوريين، خصوصاً أن هناك تعويما دوليا لنظام الأسد وسط تجاهل مطلق لما يعانيه السوريون، وعلينا -كما يقول- إيصال آلامهم وأوجاعهم من خلال الميديا والأفلام الوثائقية. 

بطاقة الفيلم:
بطولة: محمد كبّور -تالا شقير - أحمد محمد -باسل الريحاوي –عبد الرحمن سميطة 
إضاءة وتصوير: عمير طبيخ -عزام عبد الحكيم. 
سيكربيت: بنان زرعيد 
مساعد منتج: منير أحمد.

زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي