لا يوجد معارضة في العالم تعرضت للنقد الحاد كما تعرضت له المعارضة السورية، وفي كل مرة تبتلع المعارضة هذا النقد سلبيا كان أم إيجابيا دون أن تغير شيئا، فلا المرجعيات باتت مؤثرة ولا الالتزام بالخط الثوري بات أولوية، بحسب بعض المصادر.
وبحسب معلومات حصلت عليها "زمان الوصل"، فإن وفد الهيئة العليا للمفاوضات إلى "مؤتمر جنيف" تعرض لأكبر عملية رضوخ حين قبل بوجود "معارضات" أخرى إلى جانب وفد الهيئة العليا.
ففي اجتماع الرياض الشهر الماضي شكلت الهيئة وفدها التفاوضي بإشراك شخصيات من منصتي القاهرة وموسكو، ظنت أنها اتخذت قرارا ذكيا بإشراك شخصيات من تلك المنصتين وتذهب معارضة واحدة تحت سقف واحد، إلا أن الضربة جاءت من المنصتين بالتنسيق مع روسيا والمبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا الذي وجه دعوة منفصلة لمنصتي القاهرة وموسكو وانسحب البساط من تحت الهيئة على أنها الممثل الأوحد للمعارضة.
هذه ليست كل القصة، فقد وصفت شخصية رفيعة مطلعة في المعارضة السورية سلوكيات وفد التفاوض للهيئة بأنه "لعب على كل الحبال"، خصوصا فيما يتعلق بالتواصل مع سفراء الدول الغربية.
وقالت لـ"زمان الوصل"؛ إن رئيس الوفد "نصر الحريري"، بدلا من أن يناور في هذه الجولة ويرفض مشاركة "المنصات"، ذهب ليخطر السفراء برفقة "هند قبوات" بأن الوفد سينسحب، ليسارع السفراء بممارسة الضغط على بقية أعضاء الوفد والاستمرار بالمفاوضات على الطريقة "الروسية"، التي تهدف إلى إشراك منصات موازية لكيان الهيئة العليا للمفاوضات.
وتشير المصادر إلى أن الحريري، بالغ في استخدام عبارة "مغادرة الوفد" أمام السفراء، الأمر الذي أضاع هامش المناورة وسمح لتدخلات أكبر من جانب الدول الغربية.
وتؤكد أن التحركات الفردية لرئيس الوفد لم تكن تحظى بقبول أعضائه، سيما وأن معظم التحركات لم تخضع لمشاورات ونقاشات معمقة قبل أعضاء الوفد، وبدا الحريري يتخذ قراراته ويقرأ بياناته بعيدا عما يتفق عليه أعضاء الوفد.
وقد لوحظ في أروقة جنيف، تحركات واتصالات بين "هند قبوات" وبعض الشخصيات من منصتي القاهرة وموسكو.
وتكشف مصادر "زمان الوصل" أن قبوات التي تمثل الهيئة العليا للمفاوضات، على تواصل دائم مع قدري جميل "رجل موسكو" في المعارضة السورية، وهي ضمن مجموعات "واتس آب" يشارك فيها معارضون محسوبون على النظام -حتى الآن- ولم تستبعد المصادر أن يكون لقبوات دور سلبي ما.
لن يتوقف الانتقاد للمعارضة السورية، مادامت هذه المعارضة لا تتغير وفي كل مرة تثبت أنها أقل من المستوى المطلوب على مستوى الأداء والخضوع لأجندات خارجية.
الآن؛ المعارضة السورية مطالبة بكشف حساب لما تقوم به في جنيف وتقييم هذه الجولة، ولا يكفي أن تجتمع الهيئة العليا في كل مرة بعيدا عن الأنظار وتبحث ما جرى في جنيف، بل هي مطالبة للإعلان عن كشف حقيقي ومعلن لما آلت إليه جولة "جنيف4".
عبدالله الغضوي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية