نحن يا "شيخ رياض" من نستحق الشتيمة، لأننا صدقناك، بأنك معارض أولا، وشيخ ثانيا، ومتنور ثالثا.. لهذا حسمت الأمر من العنوان، وحتى لا يتوقع الآخرون أنني أنوي شتمك في هذا المقال..
في البداية، دعني أسجل موقفا شخصيا لا زلت أختزنه في داخلي منذ أكثر من أربع سنوات وأخشى من التصريح به.. وهو أنني التقيت بك مطلع العام 2013 في جنيف وعلى مدى ثلاثة أيام، ولفت انتباهي يومها أنك لست معارضا لنظام الأسد، وإنما لديك بعض الملاحظات عليه، وبالذات فيما يتعلق بالمسألة الكردية التي سجنت لأجلها خمس سنوات، ولو أن النظام أوحى لك بحل هذه المسألة، فلن يكون لك اي مشكلة معه فيما يتعلق بباقي حقوق الشعب السوري في الحريات..أما بالنسبة لخطابك الديني والذي أتابعه كذلك منذ أكثر من ثلاث سنوات، فهو أيضا كان موجها نحو المسألة الكردية بما في ذلك موضوع العلمانية الذي أخذت على عاتقك تبيان أنه لا يتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي وإنما متضمنا فيه، بل ويعتبر جزءا منها.
لقد قرأ الكثيرون في هذا الخطاب، وأنا منهم، أنك تقول هذا الكلام لأنه يتناسب وتوجهات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي هو أقرب للفكر الشيوعي اللاديني..
لهذا يا شيخ رياض، أنت لم تكن متناقضا مع نفسك، بل نحن من رسمنا لك صورة مختلفة، فاستحقينا الشتيمة، فأنت منذ البداية كان نضالك في المسألة الكردية، وسجنت لأجلها، ثم خرجت من السجن والثورة في عنفوانها، لكنك تابعت النضال بالمسألة الكردية، إلى أن توليت الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطي الذي يمثله صالح مسلم.
والوحيد الذي بارك تسلمك لهذا المنصب هو الدكتور محمد حبش والذي رأى أنك قد تسعى من خلاله لردم الهوة بين العرب والأكراد.. ونود أن نلفت الانتباه هنا إلى أن الدكتور حبش هو من أصول كردية، وهذا لا يعيبه بالطبع، ولكن من أجل أن نضع النقاط على حروفها.
قرأت لك بالأمس يا شيخ رياض، في معرض دفاعك عن تصرف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي قامت بتسليم عدة قرى حول منبج إلى قوات النظام، تقول: هل تريدوننا أن نسلم أرضنا للمحتل التركي من أجل أن يهتفوا عليها عاش أردوغان..؟ وتقصد قوات "درع الفرات"، وهذا يعني أنك تعتبر قوات النظام بانها قوات صديقة..؟! ثم تكتب مرة ثانية، أن هدفك هو إسقاط النظام الديكتاتوري في سوريا واستبداله بنظام ديمقراطي، وتجزم أن ذلك لن يكون إلا بإقامة النظام الفيدرالي الذي يعطي للأكراد كامل حقوقهم..
في السياسة يا شيخ رياض، تقاس المواقف بالحرف، ونحن لا نطلب منك أن لا تدافع عن القضية الكردية، فكلنا مع حقوق الإخوة الأكراد في أن يقرروا ما يريدون فيما يخص وضعهم في سوريا مستقبلا، لكن أن تعتبر "قوات سوريا الديمقراطية" هي المخلص لسوريا من النظام الديكتاتوري واستبداله بالنظام الديمقراطي، فهو الهراء بعينه، أو أنك تريد أن تختبئ وراء اصبعك.
هل تستطيع أن تشرح لنا كيف سيكون ذلك..؟ وكيف ستجبر هذه القوات، النظام على إحلال الديمقراطية، إذا كانت تعتبره حليفا عسكريا؟! هل سيكون ذلك بالقبل مثلا..؟!
ليتك يا شيخ رياض تضعنا في الصورة، إذا كان هناك شيء مخفي تحتفظ به، ويضمن لنا أن "قوات سوريا الديمقراطية"، هي مشروع وطني يهدف لتحرير سوريا من الاستبداد والإرهاب.
بكل الأحوال، كنا نتمنى يا شيخ رياض، لو أنك بقيت مناضلا سلميا بـ"البوستات" على صفحات "فيسبوك".. كنا نحترم كثيرا كلمة الشيخ التي تسبق اسمك، فلا نتعرض لك عندما لا يعجبنا حديثك.. أما وأنك اليوم تمثل حزبا وميليشيا عسكريا، أجمع أغلب السوريين على أنها لا يعتبر جزءا من الثورة، فأرجو أن تسمح لنا أن ننتقدك وبشدة، ونتأسف على كل لحظة اعتقدنا فيها أنك معارض وشيخ ومتنور.. مع فائق الأسف أيضا للخمس سنوات التي قضيتها في سجن "صيدنايا".
فؤاد عبد العزيز - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية