في صورة صارخة بالتناقضات وقفت قريبة إحدى ضحايا حرب النظام على السوريين إلى جانب واحدة من أشد داعمي بشار الأسد في الولايات المتحدة، لتتحدثا عن ضرورة عدم تزويد المعارضة السورية بالسلاح لأنها "إرهابية"، وعن دعمهما لبقاء بشار في الحكم، بحجة أن الإطاحة به "لن تضع حدا للحرب".
فقد كشفت النائبة الأمريكية الموالية لبشار "تولسي غابارد" عن حملة تهدف للضغط على الكونغرس الأمريكي من أجل تمرير مشروع قرار يحظر تسليح المعارضة في سوريا، وشاركتها في الحملة "تيما كردي"، عمة الطفل "إيلان كردي" الذي شُغل الرأي العام خريف عام 2015 بصورة جسده الصغير مسجى على إحدى شواطئ تركيا، بعدما غرق القارب الذي كان يقله وعائلته، وهم في طريقهم للهرب من جحيم حرب أشعلها وأجج نارها نظام الأسد.
وحسب بيان رسمي صادر عن "غابارد"، اطلعت عليه "زمان الوصل" وتولت ترجمة أهم ما فيه، فإن "كردي" شاركت في الحملة وتحدثت عن ضرورة "وقف تسليح المتمردين في سوريا، ووضع حد لحرب تغيير النظام (الحرب الهادفة لتغيير النظام) والتي سببت معاناة الشعب السوري".
وتابعت "كردي": "تغيير النظام لن يضع نهاية لمعاناة شعبي في سوريا، الحل العسكري ليس طريقا إلى السلام في سوريا، يجب علينا إيجاد حل سياسي. أنا فخورة بدعمي قانون وقف تسليح الإرهابيين وأدعو الرئيس ترامب لإنهاء الحرب الهادفة لتغيير النظام في سوريا، والتي أدت فقط إلى مزيد من سفك الدماء، والمزيد من المعاناة، والمزيد من اللاجئين. كفى يعني كفى".
ويضم مشروع "قانون وقف تسليح الإرهابيين" عدة فقرات تصب كلها في خانة عدم تمويل أو تسليح أي فصيل معارض في سوريا، بحجة أن هذا التمويل أو التسليح مهما كان حجمه، سيصل إلى التنظيمات "المتطرفة".
وصعد نجم "تيما كردي" بعد وقوع الكارثة التي أودت بحياة ابني شقيقها (آلان وأخوه) ووالدتهما، وقد سلطت عليها مزيد من الأضواء باعتبارها الناطقة باسم عائلة "كردي".
وخلال الشهر الماضي، تناقلت وسائل إعلام كندية خبرا مفاده عزم "كردي" إصدار كتاب يلخص مأساة عائلتها، تحت عنوان: "الطفل على الشاطئ: قصة حب وفقدان وأمل لأسرة سورية خلال أزمة اللاجئين العالمية".
ويتضمن الكتاب سيرة "تيما" كردي التي هاجرت من سوريا إلى كندا عام 1992، واستقرت في إحدى ضواحي مدينة فانكوفر في أقصى الغرب الكندي.
أما "تولسي غابارد" فقد سبق لـ"زمان الوصل" أن نشرت تقريرا مفصلا عنها وعن تاريخها، بمناسبة زيارتها إلى دمشق ولقائها بشار الأسد، أواسط شهر كانون الثاني/يناير 2017.
ومن أبرز المواقف السياسية التي عرفت عن "غابارد": تصويتها ضد قرار للكونغرس الأمريكي يدين جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، دعوتها لوقف تسليح أو تمويل المعارضة السورية، دعوتها لوقف استقبال اللاجئين السوريين في الولايات المتحدة، دعوتها للكف عن أي محاولات للإطاحة ببشار الأسد (للاستزادة https://www.zamanalwsl.net/news/article/76375).
إيثار عبد الحق - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية