كانت النزالات الرياضية السعودية-الإيرانية وما زالت أكثر من "لعبة"، فعلى سطح هذه المباريات تنعكس كثير من النزاعات والخلافات، التي تضع كل بلد على طرفي نقيض من الآخر، وتحيل الملعب إلى ساحة حرب، معيدة تشكيل معاني كلمتي فوز وخسارة.
وتعد مباريات كرة القدم على وجه الخصوص، الجانب الأبرز الذي يحرص كل طرف أن يضع فيه ثقله، حتى ولو كانت المباراة "ودية" أو كانت على مستوى الفرق وليس المنتخبات الوطنية، ومن هذا الباب يتابع الكثير ممن قد لا يهوون الرياضة في كلا البلدين.. يتابعون دقائق المباريات السعودية-الإيرانية وأخبارها، بنفس شغف وحماس المشبعين بحب الكرة.
وإذا كان من الصعب أن تجد لقاء كرويا بين السعودية وإيران بعيدا عن تلك الأجواء، فإن من الأصعب أكثر أن ينسى السعوديون والإيرانيون وقائع مساء الثلاثاء 28 شباط/فبراير 2017، عندما لعب الأهلي السعودي ضد "ذوب آهن" الإيراني، واستطاع الفريق السعودي –رغم لعبة بعشرة لاعبين- أن يجرع خصمه الإيراني كأس الهزيمة.
التفاصيل التي شابت فوز الأهلي على غريمه بهدفين لهدف واحد، وضاعفت حلاوة الفوز لدى الرابح ومرارة الخسارة لدى المهزوم.. كانت تفاصيل عديدة، بدءا من عجز الفريق الإيراني عن حفظ نتيجة التعادل، مرورا بتلقي هدف الخسارة في الدقائق القاتلة، وقبل انقضاء الوقت الرسمي بنحو 5 دقائق.. لكن "أمّر" ما في خسارة الإيرانيين و"أدهاه" كان تسجيل الهدف بقدم لاعب سوري، عرف بمواقفه المناهضة للنظام، ورفضه اللعب في منتخبه، وهو اللاعب المشهور "عمر السومة".
ففي الدقيقة 85 كانت كل الجماهير المحتشدة في الملعب ووراء الشاشات على موعد مع هدف استثنائي التوقيت والطريقة، حيث سدد "السومة" كرة ثابتة من رمية حرة فأسكنها بكل قوة في شباك الإيرانيين، الذين وقفوا مصدومين.
سمى البعض تسديدة "السومة" بـ"صاروخ عمر"، ولهم في ذلك مآرب ومذاهب، بعضهم انطلق من تسميته معتمدا على قوة التسديدة وسرعتها، والمقدرة بـ127 كم في الساعة، والبعض الآخر حمّل الاسم أكثر من ذلك، ضاربا على وتر ما يثيره اسم "عمر" لدى الذين لو سلك الخليفة الراشد فجا لسلكوا خلافه.
إيثار عبدالحق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية