أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مبارك للخوذ البيضاء رغماً عن الأسد وسراق الثورة

أرشيف

لم يستطع نظام بشار الأسد، منع وصول جرائمه للعالم عبر المشاركة بمنع مصور فيلم "خالد الخطيب" من الوصول إلى "هوليود" وحضور حفل توزيع جوائز الأوسكار، مدعوما بقرارات دونالد ترامب حظر دخول السوريين إلى أمريكا.

ببساطة لأن الإبداع والوجع الإنساني، أقوى من الديكتاتورية هنا والعنصرية هناك، فحصد فيلم "الخوذ البيضاء" للمبدع الأمريكي "أورلاندو فون اينسيدل"، جائزة "أوسكار" أفضل فيلم وثائقي قصير، في الحفل الذي أقيم مساء أمس الأحد، في لوس أنجليس بالولايات المتحدة الأميركية. 

كما لم يمنع ترهل المعارضة، جانب الإبداع عند السوريين من التفجّر، فرغم كل الإهمال الذي عاناه المثقفون والمبدعون السوريون، ها هم الأعلام تخترق فضاءات دول اللجوء، وبغير قطاع ومجال وحقل إبداع، بل وقف العالم مشدوهاً لنجاح الطلبة والمستثمرين السوريين، كما ليل أمس بلوس أنجلس أمام كاميرا ورهافة واتقان المتطوع "الخطيب".

قصارى القول: أرى، فيما أرى بعد حصاد فيلم "الخوذ البيضاء" جائزة "أوسكار"، أولاً أن في سوريا مبدعين كان النظام التافه يكبتهم، وما إن تحرروا جزئياً حتى أدهشوا العالم، ليس بالسينما فحسب، بل بنجاحات أكثر من أن تُحصى.

ثانيا، أتساءل كم "أوسكار" وسعفة حصدت أفلام المؤسسة العامة للسينما، التي حولها النظام لمنتج حصري لأفلام روائية تافهة بمعظمها، ولا يزيد إنتاجها سنوياً عن فيلم أو اثنين، رغم المصاريف والفساد.

ثالثا، يحضرني من تم إبعادهم عن صناعة السينما السورية، وبمقدمتهم "شيخ الكار" المرحوم "نبيل المالح" الذي مرت ذكرى وفاته السنوية قبل أيام، لأنه وكثيرين، كان يمكن لو أتيحت لهم الفرص، أن يصلوا للعالمية..ووصلوا بكثير من الأحايين، رغم كل الضغوط التي مورست عليهم.

رابعا، أعتقد أن صناع الفيلم الوثائقي أرّخوا لإجرام الأسد وحصدهم هذه الجائزة العالمية الحلم، إنما يفيد الثورة وقضية السوريين أكثر من كل صنائع الدمى التي سرقت التمثيل السياسي والثقافي بالثورة.

وأخيرا، وكي لا أطيل على القراء، تصوروا لو أن عاهات الائتلاف والحكومة خصصوا جزءاً يسيراً من أموالهم ووقتهم لدعم القطاع الثقافي ليكون حاملاً، أو أحد حوامل تسويق الثورة وحقوق السوريين، فكم كانوا سيحققون وعلى نحو راق وحضاري يفهمه العالم، بدل التشكي والسباب والنواح والتسول التي اعتمدوها.

وبهذا المقام، يحضرني ابن اختي الغالي، "عبد القادر عبد اللي" الذي ترجم أكثر من 80 كتابا من وإلى التركية وعشرات الأعمال المرئية من دراما وسينما وألاف المقالات، وكان جسراً لنقل تركيا والعثمانيين للعرب والعكس، وها هو يعاني من مرض السرطان منذ أشهر، دون أن يتصل به أي ممن سرقوا الثورة والشعب ويقول له.."سلامتك أبو خيرو".

نهاية القول: ثمة بالوقت بقية، ليلتفت السوريون إلى الاهتمام بلغة يفهمها العالم وأساليب خطاب تناسبه، بعيدة عن التشكي والاسترحام، ولعل بصفوف المعارضة السورية، من كتاب وممثلين ومخرجين ومبدعين، ما يتكفل بتغيير الصورة التي رسمها الأسد والعالم المتخاذل عن الثورة، وتصويب مسيرة حلم السوريين عبر الكلمة والمشهد وليس عبر اللحى والبندقية والسباب.

عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي