مياه الصرف الصحي تعمّق مأساة اللاجئين السوريين في "عرسال"

شهدت مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة "عرسال" اللبنانية أمس الأحد اعتصامات غاضبة احتجاجا على تجاهل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمشكلة مياه الصرف الصحي، التي طافت في ساحات وشوارع أغلب المخيمات السورية في البلدة، مسببة روائح كريهة ومكانا جاذبا لكافة أنواع الحشرات، ما أدلى لانتشار الأمراض الجلدية كالطفح الجلدي والجرب.

وشارك في الاعتصامات التي بقيت داخل حرم المخيمات دون أن تقترب من الدوائر الحكومية اللبنانية، سكان مخيمات (الجفر والنخيل والملعب والبراء).

وأفاد مراسل "زمان الوصل" في لبنان بأن مجموعات كبيرة من الأطفال السوريين شاركوا في الاعتصامات، حاملين لافتات كتب عليها عبارات تندد بموقف الأمم وتكاسلها عن القيام بمعالجة هذه الكارثة الصحية التي ضربت معظم المخيمات. 

وتصدرت عبارة "أنقذوا مخيمات عرسال من مياه الصرف الصحي" اللافتات المحمولة، بينما حملت لافتات أحرى نقدا مباشرا للأمم المتحدة محملة إياها مسؤولية ما يجري.

وتضم بلدة "عرسال" اللبنانية ما يزيد عن مئة ألف لاجئ سوري وتعاني من المعالجة العشوائية لمشكلة الصرف الصحي في غياب لافت لوزارتَي البيئة والصحة اللبنانيتين، بحسب أهالي البلدة، إذ لاوجود لشبكة صرف صحي أو محطة لتكرير المياه (المالحة)، وهذا ما جعل أهالي البلدة إضافة للاجئين في المخيمات يعتمدون بشكل كلي على الحفر الصحية.

أبو منذر عزالدين أحد سكان البلدة ومن العاملين المتعاقدين مع الأمم المتحدة لترحيل المياه (المالحة) عبر صهريجه إلى الجرود المتاخمة للبلدة، قال لـ"زمان الوصل": "تعاقدت المؤسسة الأممية مع 11 من أصحاب الصهاريج من أبناء عرسال لنقل مياه الصرف من 35 مخيماً للاجئين يومياً، عبر وادي حميد إلى جرود عرسال الشمالية الشرقية، في منطقة بعيدة عن البلدة تسمى خانوق القيقب و قلد الثعلب لتفرغ حمولاتها هناك".

واضاف "هناك أسباب أمنية عرقلت ذهاب الصهاريج لتفريغ حمولتها في الجرود التي تشهد عمليات تبادل ناري بين الجيش اللبناني والفصائل المسلحة المتمركزة هناك بين الفينة والأخرى".

رئيس المجلس البلدي في بلدة "عرسال" باسل الحجيري كشف عن مساع واتصالات مع سياسيين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وجهات دولية مانحة ومجلس الإنماء والإعمار للمساعدة بتمويل مشروع إنشاء شبكة صرف صحي للبلدة مع محطة تكرير، بهدف معالجة المشكلة.