تعّرف قريب أحد ضحايا التعذيب في سجون النظام على صورة جثته بين الصور التي سرّبها الشاهد قيصر منذ أكثر من سنتين.
وروى "خالد الربلاوي" لـ"زمان الوصل" أن ابن عمه الشاب "مصطفى عبد الرحيم الربلاوي" فُقد في أقبية سجون الأسد منذ أكثر من 4 سنوات وكان في طريقه إلى لبنان ليعمل هناك كنجار عربي ويعيل أبناءه الثلاثة ووالده العاجز عندما تم اعتقاله من حاجز "المزرعة" على يد الميليشيات الشيعية التي سلمته بدورها لفرع المخابرات الجوية في الشهر 11 من عام 2012.
وأردف محدثنا أن مصطفى اختفى من حينها ولم يعلم ذووه عن مصيره إلا منذ 10 أيام حينما تواصلوا مع جمعية المفقودين والشهداء وتم ارسال خمسة صور من قبل الجمعية فتأكدوا أنها له وحملت جثته الرقم (1992/ 215)، وتم إرسال اسمه مع 184 اسماً إلى القصر العدلي بتاريخ 8/7/2014، ليتم إطلاق سراحهم غير أنه قضى تحت التعذيب بعد ذلك.
وتُظهر صورتان للمعتقل "الربلاوي"، وهو شديد الهزال بلحية خفيفة وقد غارت عيناه في محجريهما، بينما تبدو أقدام جثث أخرى إلى جانبه، ودوّن على ورقة إلى جانبه وعلى جسده الرقم (1992/ 215)، ولم يكن "الربلاوي" يعاني قبل الاعتقال من أي مرض سوى ضعف البصر-كما يؤكد قريبه– مضيفاً أنه "فقد 70 % من نظره في المعتقل، حسب ما نقل أقرباؤه عن معتقلين معه.
وأردف "خالد الربلاوي" أن "ذوي مصطفى علموا أنه معتقل في فرع الجوية بعد فترة من اعتقاله وسألت أمه عنه في كل الفروع دون جدوى، واضطرت زوجته وأولاده للجوء إلى الأردن بعد أن فقدوا الأمل في عودته.
ونشرت "زمان الوصل" عشرات الصور لقتلى تحت التعذيب قضوا في أفرع مخابرات النظام بدمشق، وسُجّيت جثثهم في مشفى (المزة 601)، حيث التقطت لهم صور توثيقية من قبل ضابط منشق ملقب بـ"قيصر"، والذي خرج من سوريا وبحوزته 50 ألف صورة، لــأكثر من 11 ألف جثة، صورت منذ بداية الثورة حتى منتصف عام 2013، وهي جثث من أفرع دمشق فقط، ولم يتحرك المجتمع الدولي بشكل جدي لمحاكمة المتهمين في هذه الجريمة التي سميت "جريمة العصر".
فارس الرفاعي -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية