ما إن غادرت الدفعة الأخيرة من "لواء الأقصى" الموالي لتنظيم "الدولة الإسلامية" من مدينة "خان شيخون" جنوب "إدلب" يوم الأربعاء، إلى مناطق الأخيرة شمال شرق سوريا، حتى تكشفت المجزرة المروعة التي ارتكبها بحق عناصر من فصائل المقاومة المسلحة في المنطقة، بعد اقتحاماتٍ ومواجهاتٍ لـ"الأقصى" مع عناصر المقاومة، أسر وقتل خلالها العشرات (في 8 شباط فبراير الجاري) حتى تدخلت فصائل إسلامية أوقفت الاقتتال وفق اتفاق.
مصادر من "الدفاع المدني" وسكان من ذوي الضحايا (من عناصر المقاومة)، أكدوا أن اللواء أعدم العشرات ميدانياً بالرصاص الحي دون أي محاكماتٍ أو تهم تذكر، ودفنهم في حُفرٍ بحاجز "الخزانات" جنوب "خان شيخون"، كان قد أسرهم اللواء مؤخراً، عقب اقتحامه مقراتٍ عسكرية عدة لفصائل المقاومة جنوب "إدلب" وشمال "حماة".
وأضافت المصادر لـ"زمان الوصل"، أن طريقة الإعدام واضحة للعيان بالنظر إلى الجثث، يبدو فيها القتل عمداً بالرصاص على وجه الجثة، في مشهدٍ مرعبٍ عاشه الريف الإدلبي، وانتظره أهالي الضحايا وذووهم الذين كانوا على أملٍ بأن يلقوا أبناءهم على قيد الحياة.
وبلغ عدد الجثث من عناصر فصائل المقاومة المدفونين في الحاجز أكثر من 50 جثة بينهم ضباط انشقوا عن قوات النظام إضافةً إلى 100 مفقود لا زال مصيرهم مجهولاً، وتوزعت الجثث على قرى وبلدات ريفي "إدلب" الجنوبي، و"حماة" الشمالي، وسبق أن قتل اللواء ما يقرب من 62 عنصراً من فصائل المقاومة خلال فترة الاقتتال، معظمهم من "جيش النصر"، و"الفرقة الوسطى"، و"أجناد الشام"، و"أحرار الشام".
وكان "لواء الأقصى" قد نفذ مجزرة في محكمة قرية "موقا" قرب مدينة "خان شيخون"، قتل خلالها 43 عنصرا من "هيئة تحرير الشام" ومن فصائل المقاومة، لدى اقتحامها في 13 شباط فبراير، كما قام بتصفية أكثر من مئة عنصرٍ من فصائل المقاومة خلال مداهمته عدة حواجز في ريفي "إدلب"، و"حماة".
وبناء على ما سبق، شنت الهيئة المشكلة حديثاً باندماج عدة فصائل أبرزها "جبهة فتح الشام" هجوماً عنيفاً على مواقع اللواء، في قرية "موقا" وبلدة "التمانعة" وأطراف "خان شيخون" ومدينة "كفرزيتا" وقرية " كفر سجنة" وعدة بلداتٍ وقرىً أخرى في (13 شباط فبراير الجاري)، وسقط خلالها العشرات من القتلى بين الطرفين، حتى تدخل "الحزب التركستاني الإسلامي"، ليوقع الطرفان "لواء الأقصى" والهيئة على اتفاقٍ تضمن طرد اللواء بأسلحته الخفيفة إلى مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" شمال شرق سوريا.
وغادرت الدفعة الأخيرة من لواء "الأقصى" يوم الأربعاء، مدينة "خان شيخون"، بموجب الاتفاق، حيث دمر اللواء معظم أسلحته الثقيلة، وخرج على دفعاتٍ من المنطقة، وسلك طرقا وعرةً في ريف إدلب الشرقي، وصولاً إلى مناطق سيطرة تنظيم "الدولة".
إدلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية