أنشأت "شرطة حلب الحرة" العديد من المراكز الشرطية في مخيمات النازحين بريف حلب الشمالي بهدف تقديم العديد من المهام الخدمية والأمنية، ومنها ما يتعلق بحفظ الأمن وتسيير الدوريات الليلية وتنظيم الضبوط بحق المخالفين وتنظيم حركة المرور وغيرها من المهام. وقال نائب قائد شرطة حلب الحرة العميد "صبري العوض" إن المراكز في كل من مخيمي "باب السلامة" و"ضاحية سجو" تقوم بجميع الأعمال الشرطية وتنفيذ المذكرات القضائية.
وأشار في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أن عدد الأهالي النازحين في المخيمات جميعها بلغ حوالي 200 ألف، موزعين على هذه المخيمات نزحوا من جميع المحافظات السورية ومن بلدات ومدن وقرى حلب وريفها المحتلة من قبل قوات النظام وميليشياته والقوات الكردية الانفصالية وتنظيم "الدولة".
ولفت العميد العوض إلى فرار المئات من العراقيين أيضا إلى هذه المخيمات عقب المعارك الأخيرة في الموصل"، مؤكدا أن "من أهم أسباب النزوح القصف العشوائي من قبل قوات النظام لقرى وبلدات ريف حلب الشمالي وباقي المدن السورية، واحتلال ميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية لبعض القرى العربية وعملية "درع الفرات" في الريف الشمالي الشرقي لحلب.
ويبلغ عدد المخيمات في ريف حلب الشمالي 14 مخيماً منها 11 مخيماً نظامياً و 3 عشوائية.
ويؤكد "العوض" أن الشرطة الحرة في هذه المخيمات تقدم خدمات عديدة منها "التحقيق في الجرائم الواقعة ضمنها وتنفيذ المذكرات القضائية الصادرة عن المحاكم في المنطقة، وتنظيم الضبوط الإدارية، وكذلك "تسيير الدوريات الليلية والنهارية ضمن المخيمات" و"حل النزاعات والخلافات الناشئة بين الأهالي"، و"مساعدة المنظمات الإغاثية في توزيع المساعدات الإنسانية ضمن المخيمات"، و"التحقيق في حوادث السير وتنظيم حركة المرور في مناطق الازدحام والأسواق الشعبية".
كما ساهمت مراكز الشرطة الحرة في المخيمات بتقديم خدمات يعود نفعها مباشرة على النازحين الذين يعانون ظروفاً إنسانية صعبة جراء النزوح وفقدان ممتلكاتهم وتركها في بلدانهم.
ونوّه محدثنا في هذا السياق إلى تشكيل لجان أمان وعدالة مجتمعية مشتركة بين كل من الشرطة الحرة وإدارة المخيمات والفعاليات الموجودة وبمشاركة العنصر النسائي من خلال عقد اجتماعات دورية وطارئة لدراسة وتحديد الخدمات الضرورية ذات الطابع الأمني، حيث تم تعبيد الشوارع ضمن مخيم "ضاحية سجو" بقيمة إجمالية حوالي 20 ألف دولار في العام 2015 وفي العام 2016، تم تنفيذ مشروع إنارة تعمل على الطاقة الشمسية عدد 108 أعمدة موزعة بشكل متناسب على قطاعات المخيم.
كما تم تعبيد طرق ضمن مخيم السلامة القديم وتركيب شاخصات دلالة وذلك في العام 2017 بتكلفة اجمالية تبلغ حوالي 44000 دولار.
وتم مؤخراً إعداد مشروع خدمي في مخيم "السلامة" الجديد سينفذ في الآونة القريبة وهو شراء 82 جهاز إطفاء فرديا وسيتم تمديد شبكة مياه ضمن المخيم ذاته على شكل مناهل جماعية بمعدل منهل واحد لكل عشرة خيم.
كما سيتم إشادة سور اسمنتي (تصوينة) لمدرسة المخيم المذكور مع تعبيد ساحة المدرسة.
وبدوره أكد مدير المكتب الإعلامي في شرطة حلب الحرة الرائد "مالك عبد الهادي" أن "مقرات الشرطة الحرة في المخيمات لا تتمتع بالمستوى اللائق للقيام بعملها على الوجه الاكمل من ناحية القيام بالتحقيق والمبيت"، وهذا -كما يقول- "لا يساعد العناصر على العمل بشكل انسيابي، ومع ذلك فإن الشرطة الحرة تؤدي عملها بشكل جيد".
وأشار الرائد عبد الهادي إلى عدد من الصعوبات التي تواجه الشرطة الحرة في عملها ضمن المخيمات ومنها الانتشار العشوائي للسلاح، وإطلاق النار بشكل متكرر وعشوائي من قبل بعض عناصر الجيش الحر وبالتالي وقوع إصابات جسدية وحدوث وفيات في صفوف المدنيين، وعدم قدرة الشرطة الحرة على ضبط هذه المخالفات".
ورأى عبد الهادي أن "السبيل الوحيد لتلافي هذه التحديات والعقبات هو إخراج جميع المقرات العسكرية خارج التجمعات السكنية سواءً أكانت مراكز مدن أو بلدات أومخيمات إلى ثكنات عسكرية خاصة بهم".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية